20 سبتمبر 2025
تسجيلالثبات على الحق ليس بذاك الأمر الهيّن. التنظير في هذا الأمر يختلف كثيراً عن فعل البقاء على الحق والتمسك به.. فقد تستغرب ربما في حالات الهدوء والسكينة والراحة، من تعظيم البعض لأمر الثبات على الحق، ولكن ستدرك سبب ذاك التعظيم ما إن تضطرب الأمور حولك وتختلف، وتنفتح أبواب الفتن من كل جهة، بل ربما وجدت نفسك أحد المحاربين لذاك الحق الذي كنت تعتقد سهولة التمسك به والبقاء عليه. لا تركن أبداً إلى علمك ومالك وحسبك ونسبك في هذا الأمر. شواهد التاريخ أكثر مما يمكن كتابتها ها هنا. كان المتحولون عن الحق إلى الباطل في فترة ما من حياتهم، مع الحق قلباً وقالباً، ولكن بفعل ظروف حياتية معينة، وجدتهم وقد كفروا بما كانوا عليه وانقلبوا على أعقابهم خاسرين. في الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، قلت: يا رسول الله، إنك تدعو بهذا الدعاء، قال: يا عائشة، أو ما علمتِ أن القلوب أو قال : قلبُ بني آدم بين إصبعي الله، إذا شاء أن يقلبه إلى هدى قلبه، وإذا شاء أن يقلبه إلى ضلالة قلبه؟ اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وطاعتك.. دعوة تعني الكثير الكثير. فالثبات على دين الله والحق المبين، يحتاج إلى جهد غير يسير ونيات مخلصة متجددة دوماً، فالإغراءات من حولنا كثيرة بل تزداد كل حين، والشبهات أكثر وأكثر، والخيط الفاصل بين الحق والباطل يكاد لا يبين. الصدق مع الله، وأحدنا يردد هذا الدعاء النبوي الكريم، أحسبه من أسباب الثبات على الحق بإذن الله، إضافة إلى عمل صادق يؤيد ويجسّد هذا الدعاء على أرض الواقع.. الدعاء بغير عمل صادق مخلص صحيح، لا يجدي نفعاً، والتجربة خير برهان.