20 سبتمبر 2025

تسجيل

القصة القصيرة في قطر(2)

29 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مثل فن القصة القصيرة إنعاشا للجسد الثقافي القطري والخليجي، وبث حراكا لافتا في فن القصة والإبداع الثقافي بشكل عام، وشكل إثراء للتجارب الفكرية وتناقلها بين دول مجلس التعاون الخليجي، ما أسهم بدوره أيضا في إثراء فن القصة القصيرة والسعي لتطويرها إلى آفاق جديدة. وبنظرة فاحصة على تاريخ القصة القصيرة في قطر، ورغم أنه يناهز فقط نصف قرن، ولكننا نلحظ أن المنتج الإبداعي القصصي في القصة القصيرة في هذا العمر القصير أخرج لنا أعمالا تتميز بالثراء والتنوع في الموضوعات والأساليب والخصائص الفنية، وتجسد ذلك كله في المعالجات المتباينة التي تبين كل قاص عن غيره. وانعكس هذا التطور النوعي في إبداعات القصة القصيرة في قطر، في احتلالها مكانة متميزة بجوار أترابها في البلدان العربية ، ولا سيما الخليجية منها، ولاشك أن ذلك مرجعه إلى أن المؤسسات الثقافية في دولة قطر، الرسمية منها والأهلية، هيأت الأجواء للعناية بها ودعم حضورها الفاعل بين الأجناس الأدبية الأخرى، وتشجيع عدد كبير من المبدعين على إثرائها لتتجاوز بدايتها التقليدية في أساليب السرد، لتطرق آفاقا جديدة في بناء الحدث وصياغة الشخصية على حد سواء. ومن الملامح التي لامست مشهد القصة القصيرة في قطر هو مسرحتها عبر عروض مسرحية، وإذا كانت ثمة جهود في هذا السياق فهي تبدو حتى الآن خجولة ومتواضعة، ولعلها تستفيد من التجربة المصرية في هذا المجال، عبر التدريب واكتشاف المهارات في أوساط المبدعين والفنيين المسرحيين على إجادة توظيف نص غير رائج مسرحيا مثل القصة القصيرة، واكتشاف نصوص جديدة، لإثراء الحركة المسرحية من ناحية، وتحفيز الكتابة في القصة القصيرة من ناحية أخرى. وهذه الملتقيات والفعاليات والمؤتمرات والندوات التي تنظمها وتستضيفها دولة قطر، عبر مؤسساتها الثقافية الرسمية والأهلية، أو تلك التي عقدت في دول أخرى وشارك فيها مبدعون ومبدعات من قطر في مجال القصة القصيرة، إذا كانت تعد بمثابة تواصل مستمر بين الكتاب والمبدعين القطريين ونظرائهم في الدول العربية والخليجية، من أجل النهوض بفن القصة القصيرة والثقافة بشكل عام، فضلاً عن التفاعل الفكري والثقافي بين الجمهور والمبدعين، بيد أن هذا الحراك ما زال بحاجة إلى صياغته في صورة برامج ومشاريع تصاحب الأجواء الاحتفالية ولا تقتصر عليها.