11 سبتمبر 2025

تسجيل

الطلاق... ظلم أو موضة؟

29 ديسمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتشرت بشكل ملحوظ حالات الطلاق في مجتمعاتنا في الفترة الأخيرة وكأن الأمر أصبح معللاً في مجتمعنا العربي، والغريب أن الأمر بات يزيد من عام الى آخر. ربما يكون الطلاق سبباً لضغوط خارجية أو توجيهات من قِبَل الأسرة أو الأصدقاء ولذلك يضحّى الشخص بزوجته التى قد تكون أنجبت له أطفالاً فلا يكون الطريق إلا عناء جديداً وهنا تبدأ قصة الأم ذات الواجبين معاً فهى فى النهار أب وفى الليل أم لهم. عند الحديث عن الطلاق يجب أن نتطرق الى الزواج، هل كان الخيار مناسباً؟ وهل أعد الزوجان نفسيهما لبناء بيت وتحمل مسؤولية الزواج قبل أن يصلا الى قرار هو أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى، فعن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال "أَبْغَضُ الْحَلالِ اِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الطَّلاق" فان كان الرجل منا يسأل الله فى كل يوم وليلة قبول عمله فالأحرى أن يبتعد عن كل ما هو مُبغض لرب العباد خاصة أننا مقصرون فيما نعمل ونجتهد. يظن البعض من أولياء الأمور أن فى زواج ابنهم المرفّه أو غير القادر على تحمل المسؤولية حلاً له متجاهلين الظلم الذى قد يقع على تلك الفتاة التى تبحث عن شريك حياتها، لا شك أنه ظلم لكلا الطرفين ولا تتضح صورته الا بعد وهلة من الزواج وهنا يبقى سؤال واحد، من يتحمل نتيجة الطلاق؟ الزوج الذى رغب فى الزواج دون أن يستعد له؟ أم والدا الزوج اللذان يعلمان تماماً أن ابنهما ليس أهلاً للزواج؟ أم الفتاة التى وافقت عليه؟ أم المجتمع الذى لم يواجه تلك الفئة بجدٍّ وحزم؟ أم التقاليد التى تفرض على الرجل الزواج دون أن يكون قادراً على تحمل مسئولية الزواج من توفير احتياجات الأسرة وتربية الأبناء وتقويم سلوكهم؟حسب تصريح لسعادة وزير التخطيط التنموى والاحصاء الدكتور صالح بن محمد النابت فقد بلغت نسبة الطلاق فى قطر الى 34،8% وهى نسبة تشير الى سرطان ينتشر فى كل بيت مفاده، بان واجهتكما صعوبة أو اختلفتما فى الآراء فلا تتعبا نفسيكما فالطلاق هو الحل الأسهل، ولو عدنا الى الوراء قليلاً لوجدنا مثالاً جميلاً ينتشر فى كل حيّ وبيت، رجل وزوجته عاشا معا كما يقال على الحلوة والمرة تقاسما كل شيء وأنجبا البنين والبنات وشكّلا أسرة حيوية ولم يكن الطلاق منتشراً فى عهدهما كما نعيش ونلمس فى وقتنا الحاضر، وانما كانت له أسباب مختلفة وجدية. اليوم كثيرون يتزوجون ويتناسون أدوارهم فالأب والأم ركنان أساسيان يقوم عليهما بناء الأسرة التى تسهم فى بناء تركيبة المجتمع.لنقيّم أنفسنا وأبناءنا قبل خوض غمار التجربة وقبل أن نُحدِث فى مجتمعنا شرخاً يصعب ترميمه، فالزوجة هى نعمة لك وشريكة نجاحك فعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ) وقد يكون الطلاق موضة بسبب اختلاف الآراء أو بسبب طلاق فلان لزوجته وتحريض الصديق لصديقه على الاساءة لزوجته وربما طلاقها أو العكس، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ اِمْرأةً على زوجِها أو عَبْدًا على سَيّدِه" ومعنى خبّب أى أفسد والطلاق شُرع لغاية نبيلة لكن يجب أن تسبقه خطوات.أخى القارئ، أختى القارئة. أنتما الأساس فى بناء أسرة يقوم عليها مجتمعنا وأنتما ترسمان لوحة الابن الذى سيصبح زوجاً والبنت التى ستصبح زوجة فى المستقبل، لذا احرصا كل الحرص على تجاوز خلافاتكما وعدم حلها أمام الأبناء وتهيئتهم بالمعلومات والأفكار التى تساعدهم على بناء الأسرة مذكّرين أن الطلاق أبغض ما يكون وما هو الا حل عندما تستعصى كافة الحلول، وهنا أشكر مؤسسة "راف" التى أعدت دورات متخصصة للراغبين فى الزواج لتعليمهم وتزويدهم باللازم من حيث التعامل مع الطرف الآخر سواء للزوج أوالزوجة وتربية الأبناء وادارة ميزانية المنزل.أخيراً حل المشكلة يحتاج الى الصراحة مع النفس. وعدم الاساءة الى الطرف الآخر هو دليل رقيّ الفكر والتربية.