21 سبتمبر 2025
تسجيلفي حوار أجرته معي القناة الإخبارية السعودية والقناة الأولى الفضائية السعودية أيضاً أثناء انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها الثانية والثلاثين التي عقدت بالرياض مؤخراً، ذكرت أن مجلس التعاون الخليجي يسير كالسلحفاة في مسيرته وأنه وخلال هذه الفترة الطويلة لم ينجح حتى الآن في تحقيق آمال وطموحات أبناء المجلس وأن الكثير من قرارات القمم المتعاقبة لم تر النور بعد ولم تتم ترجمتها على أرض الواقع، مما يعني أن هناك خللاً في هذه المسيرة وهذا الخلل تمثل في عدم ترجمة قرارات القمم على أرض الواقع ومنها السوق الخليجية المشتركة والعملة الموحدة والبنك المركزي والمساواة في العمل وغيرها من القرارات المهمة التي تمت الموافقة عليها من أصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس. لكن أهم ما تحدثت به حسب قناعتي هو حجم التحديات التي تواجه مجلس التعاون الخليجي في الوقت الراهن، وذكرت وقلت إذا كان مولد هذا المجلس جاء نتيجة التحدي الذي واجهته هذه الدول الخليجية من تداعيات الحرب العراقية – الإيرانية عام 1981، فالتحدي اليوم أكبر وأخطر وأعظم على هذه الدول وهو مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي خططت له إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن وما يحمله هذا المشروع من أخطار جسيمة ومخيفة على الوطن العربي ودول الخليج العربي والذي بدأ باحتلال العراق الشقيق والذي يحمل في طياته إشعال الفتن الطائفية والعرقية والمذهبية والقومية من أجل تقسيم المقسم وتفتيت المفتت بعد أن شعر الاستعمار الحديث بأن ما قام به الاستعمار القديم بمعاهدة سايكس – بيكو بتقسيم الوطن العربي لم يعد كافياً في المرحلة الراهنة لتحقيق مآربه ومصالحه وأهدافه، لهذا لابد من سايكس – بيكو جديدة تقسم الدول إلى دويلات ليبقى الوطن العربي عاجزاً وضعيفاً. وقلت في حواري مع هاتين القناتين الفضائيتين إن هذا التحدي الجديد يتطلب منا الآن ومن قادة مجلس التعاون الخليجي أن نتخذ خطوة مهمة وعاجلة في مسيرة مجلس التعاون وهذه الخطوة هي أن يتحول هذا المجلس من "تعاون" إلى "اتحاد". هذه الرغبة وهذه الفكرة طرحتها في الساعة الرابعة والنصف بعد العصر وقبل افتتاح القمة بساعات. وعند افتتاح القمة استمعنا إلى خطاب خادم الحرمين الشريفين رئيس القمة وطلب من إخوانه القادة أن يتحول مجلس "التعاون" إلى "اتحاد". وهنا لا أسجل لنفسي أنني كنت سباقاً في هذه الرغبة لأن هذه الرغبة يطالب بها كل مواطن عربي خليجي وترجمها خادم الحرمين الشريفين وهذا يعني أيضاً أن الملك عبدالله يدرك تماماً ما يتطلع له الشعب ويعمل على تنفيذ وتحقيق رغباته وهذا ما أشرت له أيضاً في حواري مع القناتين الفضائيتين السعوديتين وأضفت أن مشروع مثل هذا الاتحاد يتطلب سرعة الدراسة وسرعة التطبيق، لا أن يسير كما سار مجلس التعاون والذي لم ينجح في تنفيذ أغلب قراراته رغم مرور 32 عاماً على قيامه.