العرس الثقافي يتجدد في معرض الكتاب متحدياً الحصار

المعرض فرصة لتلافي الخلافات السياسية بين الشعوب والعمل على تعويد أبنائنا على القراءة الكتاب الإلكتروني طغى على الكتاب الورقي والطفل مطلوب توعيته وتنويره بهذا الجانب المهم في كل عام يتجدد موعدنا مع معرض الدوحة الدولي للكتاب.. وهو بمثابة فرصة حقيقية لاقتناء الكتاب من جديد لتجديد المعرفة وتحديثها والمساهمة في الارتقاء بالمشهد الثقافي، بهدف خلق وتشجيع كوكبة جديدة من أبنائنا المبدعين .. لكي يشبوا على هذا الوعي الذي نتمنى أن يكون سائداً في كل بيت داخل المجتمع .. مع الاهتمام بنشر ثقافة الكتاب بين شريحة الطفل على وجه الخصوص . وإذا كنا نقيم هذا المعرض بشكل سنوي .. فإن الكثير ما زال يتساءل عن أهمية الكتاب في الوقت الراهن .. وهل ما زالت الناس تهتم به كما كان في السابق ؟ أم أن التوجه للثقافة الإلكترونية طغى على ذلك وحولت الكتاب المقروء الى التوجه الإلكتروني فانتهى عصر الكتاب التقليدي . أهداف وتوجهات   لعل من الأمور المهمة في معرض الكتاب هو أن تهتم الأسرة بنشر ثقافة الكتاب من خلال اصطحاب أبنائها إلى مثل هذا المعرض لزيادة نشر الوعي وتثقيفهم وجعلهم أكثر ارتباطا بالكتاب .. فمجالات الوعي مطلوبة . كما أن دور المدارس في قطر له الدور الريادي في نشر هذا الكتاب عبر أبنائنا وبناتنا داخل هذه المدارس .. إذا ما علمنا بأن البداية تنطلق من خلال إدارة كل مدرسة التي يجب عليها أن تخصص احد الايام لاصطحاب طلابها وطالباتها لهذا المعرض الذي هو بمثابة الفرصة التي لا تعوض أبداً لنشر الكتاب بين هذه الأجيال .  المعرض يتحدى الحصار   هذا المعرض والعرس الثقافي الذي تشهده قطر اليوم يأتي متحدياً للحصار الظالم والجائر من خلال الأزمة المفتعلة ضد قطر .. وإقامته في وقته دليل على استمرار هذه الفعالية السنوية في موعدها المحدد دون تأجيل أو تعطيل وذلك بفضل سواعد القائمين على هذه الفعالية الدورية لوزارة الثقافة والرياضة . المؤلفون القطريون  في هذه الاحتفاية السنوية مطلوب مشاركة المؤلفين القطريين من أدباء وكتاب وشعراء وعلماء في شتى الميادين .. مع تشجيع إنتاجهم الفكري وتبني تمويله ودعمه ماديا ومعنويا .. وهو ما نتمناه من قبل الجهات المسؤولة في الدولة بغرض تشجيع الإبداع ومسيرة المبدعين طوال أيام السنة وليس في هذه المناسبة فقط . كما نتمنى أيضا تشجيع دار النشر القطرية لأجل مواصلة نشر ثقافة الكتاب وتخفيض سعر تداوله ، بالرغم من وجود العديد من التحديات التي تتصل بصناعة هذا الكتاب وتسويقه وترويجه بأبخس الأسعار للقضاء على سعره المرتفع تحقيقا للأهداف التي ننشدها من أجل نشر الوعي عبر هذا المطبوع المهم ، مع عدم إغفال الكتاب الإلكتروني في هذا العصر  . الخلافات السياسية والثقافة : وكما قال سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة في حديث سابق له: إن الخلافات السياسية يجب ألا تؤثر في إقامة الفعاليات الثقافية .. لأن الثقافة ينبغي أن تكون متاحة للجميع لأنها تسهم في التقارب بين الشعوب  .. وإن دولة قطر تعاملت في الشأن الثقافي وكذلك الرياضي بروح وأخلاق وسمو الشعب القطري بعيداً عن الخلافات السياسية مع بعض الدول، والتي تفرض حصاراً على دولة قطر ، مشيرا إلى أن الثقافة والرياضة تعتبران من وسائل التقريب بين الشعوب وليس الاختلاف، وأن الثقافة القطرية مبنية على أسس متينة تحمل أخلاق العروبة والحضارة الإسلامية .   كلمة أخيرة :      الأمر المفرح في هذا العرس الثقافي هو تواجد العديد من دور النشر والمثقفين من  القطريين والعرب وغير العرب .. وهو ما يشجع على تبادل الخبرات بين المؤلفين والناشرين والتنوع في طرق التأليف والكتابة الإبداعية ونشرها من أجل زيادة الوعي والتنوير عبر هذه الكوكبة من المهتمين بصناعة الكتاب من داخل وخارج قطر .. هذا بالإضافة الى الاهتمام بثقافة وأدب الطفل التي تعاني الكثير من الإهمال لدى دور النشر العربية على وجه الخصوص!! .