19 سبتمبر 2025
تسجيلصدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين سأله معاذ بن جبل ذات مرة عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار، فقال له: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: "تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم"، – حتى بلغ: "يعملون"، ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه: قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد.ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا. فقلت: يا نبي الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يُكَبُ الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم.من هذا الحديث الشريف سنتطرق إلى ما يمكن تسميته بإدارة الكلمات، فإن إساءة إدارتها تأتي بمشكلات وربما كوارث لا حصر لها، بسبب ما للكلمات من تأثير بالغ في النفس البشرية، وتأثيراتها المختلفة السلبية منها أو الإيجابية في علاقات البشر وتعاملاتهم الحياتية المتنوعة.من هذا شدد الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، على معاذ، رضي الله عنه، على مسألة المنطوق من الكلام عبر اللسان، وأن بسبب هذه القطعة اللحمية في فم أحدنا، وحسن إدارتها أو إساءتها، يمكن أن تخسف به أسفل سافلين أو تصعد به إلى أعلى عليين.كما أننا حريصون على إدارة حياتنا، فلابد أن تشمل تلك الإدارة، كل ما يخرج عن اللسان، فالكلمة أنت مالكها والمسيطر عليها، ما إن كانت في الفم لم يترجمها اللسان بعدُ إلى ذات معنى، ولكن حال خروجها فلن تعود المالك لها أو المسيطر عليها، وكل ما يمكنك فعله هو انتظار نتائج وتبعات ما خرج منك من كلمات، قلّت أو كثُرت.. وللحديث بقية.