29 أكتوبر 2025

تسجيل

قانون جاستا.. ابتزاز جديد أم ماذا؟؟

29 أكتوبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يكن مستغرباً أن يقوم مجلسا الشيوخ والكونغرس الأمريكي بالتصويت على نقض فيتو الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي استخدمه ضد قانون الإرهاب الجديد ما يسمى بـ "جاستا". المناقشة هنا تتمحور حول: لماذا هذا الوقت بالذات، وهل القانون نوع من الابتزاز لتقديم المزيد من التنازلات.. وهل سيصبح القرار في حالة تطبيقه سابقة خطيرة في القانون الدولي، والعلاقات بين الدول. كثرت الأقاويل والتحليلات السياسية بين النخب واصحاب القرارات في المجتمع الامريكي ودول العالم، بما قد يؤول إليه الوضع بعد البدء في إجراءات تطبيق القرار. حيث قال جون برينان مدير المخابرات المركزية الامريكية في بيان رسمي: إن مشروع قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن القومي الامريكي، موضحاً أن التبعات الأشد ضررا ستقع على عاتق مسؤولي الحكومة الامريكية، الذين يؤدون واجبهم في الخارج، نيابة عن بلدهم، مضيفاً: إن مبدأ الحصانة السيادية للدول التي تحمي المسؤولين الامريكيين يومياً، قائم على أساس المعاملة بالمثل. ولو رجعنا الى ما يعنيه هذا القانون فهو: "السماح للمحاكم الامريكية النظر في قضايا تتعلق بمطالبات ضد اي دولة اجنبية، ترتبط بعمل إرهابي"، وهذا يهدف الى الإضرار بعلاقات الولايات المتحدة مع عدد من الدول.. وهنا يتضح جليا أن قانون "جاستا" وما أثير حوله من تبعات انما يراد به الابتزار، الذي أصبح مع الأسف الشديد علنياً، وامام الجميع. واصبح الجميع مشتركاً به، حيث ذكر احد مسؤولي الحزب الديمقراطي في الكونغرس، أن الرئيس اوباما لم يمارس أية ضغوطات على اعضاء الحزب، لكي يصوتوا ضد نقض القانون. وقد ذكرت في مقالة سابقة حول القمة الامريكية ـ الخليجية في البيت الابيض، والتي كان يهدف من ورائها الرئيس اوباما، لطمأنة دول الخليج بعد الاتفاق النووي مع ايران. أن على دول الخليج العربي البدء في مراحل التكامل والاتحاد لمواجهة الظروف المحيطة بالمنطقة. وعدم الاعتماد على الشريك الامريكي، الذي صرح رئيسه اوباما ـ خلال مقابلة صحفية ـ بأن زمن الاعتماد على امريكا ولى، وعلى دول الخليج الاعتماد على نفسها، والبدء في إصلاحات داخلية. واذا تأملنا في ما حدث: هل له علاقة بالانتخابات الامريكية التي اصبحت على الابواب، ام إن هناك تغييرا حقيقيا في المواقف والاولويات في الاستراتيجية الامريكية. مهما تكن طبيعة أو أهداف هذا التغيير، فلسنا ضعافاً ليتم التلاعب بنا، فلا بد لدول الخليج العربي أن تعي ما يدور حولها وتتعامل معه بكل جد وحزم، فلدينا الكثير من الإمكانات والامتيازات، قلما تجدها في مكان آخر بالعالم، مما يجعلنا رقماً مهماً يصعب تجاوزه. فهل نعيد حساباتنا لرسم توجهاتنا وعلاقاتنا بما يلبي مصالحنا الاستراتيجية؟ الأمر أولاً وأخيراً.. يعود لقياداتنا الخليجية التي لا يساورنا ادنى شك في معرفتها الواضحة ببواطن الأمور، وكيفية مواجهتها، أما ما يتعلق بالشعوب الخليجية؛ فهي على قلب رجل واحد، لا ترضى الإساءة أو التبعية أو الابتزاز، وستكون مرحبة بأية قرارات يتخذها قادتنا في منطقتنا الخليجية.