19 سبتمبر 2025

تسجيل

إسرائيل والانتفاضة... العدوان على غزة

29 أكتوبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عرّت الانتفاضة الثالثة،البعض يسمّيها "الهبّة" أو "انتفاضة السكاكين"،الأنظمة "الثورية العربية،كما لم يحدث من قبل،فالأنظمة "الثورية والقومية"، رافعة شعارات المقاومة والممانعة طوال عقود مضت،لكنها لم تطلق رصاصة واحدة عبر حدودها على العدو الصهيوني،منشغلة بمقتل شعبها بكل أنواع أسلحة الدمار من أجل التمسك بالحكم،وتلك التي ظنّت بأنها حامية العروبة،لكنها تحرّكت هذه المرة بجيشها وأجهزتها الأمنية لتحارب المعارضين لاستلابها السلطة،بل لم تتخذ موقف ادانة لجرائم الاحتلال...إنه العار ولا شيء سوى الخزي والعار.واذا ما نظرنا الى الشارع العربي المنشغل منذ سنوات في ربيعه الذي لم يزهر بعد،فلم يكن على مستوى الحدث الفلسطيني المقاوم، كما في ستينيات القرن الماضي وسنواته اللاحقة،فهو في الواقع يبعث على الخجل أيضا،لكن من المفهوم أن عدم الخروج إلى الشارع مردّه موجة الاستبداد والقهر والقمع التي تشهدها الدول العربية،وحالة استعار الأنظمة ضد شعوبها، وليس عدم الاكتراث بفلسطين وانتفاضتها.أما اذا تفحصنا الإعلام العربي بمكوناته المتعددة،فيمكن القول أن فلسطين وبما يدور على أرضها،عادت لتحتل الأولويات في النشرات الاخبارية والتقارير الصحفية خاصة المصوّرة،بعد أن كانت شبه مغيّبة وأقصيت عن سُلم الأولويات. أعادت الانتفاضة الثالثة للجيل الفلسطيني الجديد،توحيد الشعب بعد سنواتٍ طوال من الانقسام السياسي البغيض،ليثبت الفلسطينيون مجدداً أنهم فوق القيادة السياسية، وأن الضفة الغربية وقطاع غزة ومنهم داخل الخط الأخضر شعب واحد في وطن واحد لا يتجزأ، وأن الانفراد الإسرائيلي بأي منهما لا يمكن أن يمر مرور الكرام، رغم الحروب الدموية الثلاثة التي استهدفت القطاع، وكادت تؤكد على أن غزة وحدها في المعركة.ووسط المشهد السياسي والعسكري المتخم بالأحداث والصراعات والتغيّر في قواعد اللعب في منطقة الشرق الأوسط والأقليم العربي،هل تقدم إسرائيل على افتعال أحداث لتبرر شن عدوان واسع وشامل على قطاع غزة؟القراءة المتأنية للسنياريوهات المحتملة حول نية إسرائيل شن عدوان جديد على قطاع غزة تشير الى احتمالين لا ثالث لهما،الأول استبعد ذلك،رغم تسجيل بعض التحركات لآليات الجيش بمحاذاة القطاع، في حين اعتبر البعض الآخر ان إسرائيل ستحاول خلق مبررات للعدوان بهدف التهرب من الأزمة الداخلية التي تعيشها في ظل الأنتفاضة الفلسطينية،ولخلط الأوراق في المشهد الملتهب في الأراضي المحتلة،وفي الوقت نفسه تجنيد وتحريض الرأي العام الإسرائيلي الداخلي لما سيحدث مستقبلا من تطورات.إسرائيل ترى أنه من مصلحتها حدوث شيء يخفف الضغط الداخلي والخارجي على الحكومة،وسيناريو العدوان على القطاع والتصعيد سوف يحرف الأنظار باتجاه ما يحدث هناك عما يجري في الضفة الغربية المحتلة،وبخاصة في مدينة القدس،ولذلك فمن غير المستبعد على إسرائيل أي سلوك عدواني يخرجها من أزمتها السياسية الخانقة، فخلط الأوراق أسلوب قديم جديد يمكن اللجوء إليه. منذ وقت طويل تبحث إسرائيل، وتحاول أن تخلق مسببات للعدوان على قطاع غزة، ليس فقط تهربا من الوضع والأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الداخلية التي سببتها هبّة الضفة الغربية،انتصارا للمقدسيين المدافعين عن عروبة واسلامية أقصاهم المبارك،وبالتالي استغلال أوضاع مصر وانشغال حكم العسكر بأزماته الداخلية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ومشاكل التعليم والصحة وغير ذلك،ومن هنا فان العدوان على قطاع غزة وارد لشق الالتفاف والاجماع الفلسطيني حول الانتفاضة المشتعلة أحداثها، وهذا أصعب ما يمكن. تتجدد الانتفاضة الفلسطينية، وتتجدد دماء الفلسطينيين التي لا تجف، وتعود بوصلة الأمة إلى نصابها الطبيعي، بينما يعود أطفال فلسطين لتعرية الأنظمة العربية وجيوشها التي لم تعد تخجل عندما تحارب شعوبها بكل ما أوتيت من قوة وتترك الأطفال والنساء وحدهم في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى وعروبة القدس.