16 سبتمبر 2025

تسجيل

هل يمكننا السيطرة على آلامنا؟

29 أكتوبر 2014

بالأمس وقبله تحدثنا عن الألم عند الإنسان، وتساءلنا إن كان بالإمكان السيطرة عليه، واتخذنا من قصتين، واحدة قصة النسوة مع نبي الله يوسف عليه السلام وحادثة قطع أيديهن بالسكين حين رأين جماله المبهر ودون أن يشعرن بذلك، والأخرى مع أحد الصالحين وهو عروة بن الزبير، وحادثة بتر ساقه المصابة بالغرغرنيا دون أي مخدر موضعي، بل تتم العملية وهو ساجد في صلاته!! قد توجد نماذج أخرى في حياة البشر شبيهة بالتي ذكرناهما ، إذ ربما يوجد من لديه القدرة على تحمل الألم لحين من الوقت دون اللجوء الى الكيماويات من المسكنات والمهدئات .. لكن ما نعلمه أن النسبة الغالبة من البشر لا تستطيع ذلك وتبادر على الفور الى الأدوية المسكنة، على الرغم من معرفة الإنسان أن تلك المسكنات لا تعالج مصادر الألم بقدر ما هي تبعث شعوراً بالراحة واعتقاداً بأن المشكلة انتهت. القصد من كل الحديث طوال اليومين الماضيين ، أن الإنسان لديه قدرات وطاقات هائلة يمكنه بها القيام بما يمكن أن نطلق عليه بالخوارق من الأفعال ، بشرط أن تكون عنده قدرة على استغلالها عبر التركيز والتركيز الشديد ، وتوجيه دماغه نحو هدف معين وليس أن يعيش هو منقاداً لما يمليه عليه دماغه وهو الحاصل مع غالبية بني البشر. في المثالين السابقين، لم تشعر النسوة بحدة السكين وآثار أو مشاعر وأحاسيس قطع الجلد والشرايين والآلام التي تنتج على الفور ولو لدقائق معدودة، وبالمثل مع الصحابي عروة بن الزبير الذي لم يشعر بعمل المنشار في ساقه دون مسكنات أو ما شابه.. ما حدث أن التركيز عند النسوة وكذلك عند عروة كان شديداً جداً على هدف واحد . النسوة منبهرات وبشغف لا مثيل له بجمال بشري لم يرينه من ذي قبل، وعروة انشغل بلذة العبادة والوقوف بين يدي رب العالمين ومناجاته ، فتخرج الروح ويبقى الجسد، وتعود حين يبدأ الدماغ ينشغل بهدف آخر ويفقد تركيزه بعض الشيء.. وما يقوم به بعض البشر في طقوس معينة بالسير على الجمر ، فإنما الفكرة كلها تدور حول التركيز على أمر غير حرارة الجمر ونتائج السير عليه ، فيتوجه الدماغ أو ينشغل بعيداً عن حرارة الجمر ، وهكذا يتحكمون بأدمغتهم وتوجيهها وليس العكس، ولو لدقائق معدودة . وتلك هي خلاصة الحديث.