14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بدأ مصطلح الدبلوماسية العامة Public Diplomacy ينتشر بقوة بعد أحداث 11 سبتمبر. والتساؤلات الكثيرة التي طرحت حول دوافع وأسباب القيام بهذا الفعل. ولم تقتصر التداولات بشأن هذا المصطلح على الولايات المتحدة فحسب بل شملت عددا كبيرا من الدول. وتدور الفكرة الرئيسة له حول أن عالم اليوم الذي يعيش ثورة التكنولوجيا وعصر المعلومات أصبح من الصعب فيه التأثير على الرأي العام من خلال الدبلوماسية التقليدية الرسمية من خلال السفراء والمبعوثين الرسميين وإن كان هؤلاء يقومون بنشاطات شعبية في الدول الأخرى لكنها لا تعدو أكثر من تمثيل للسيادة في أغلب الأحيان. لكن الذي يميز مصطلح الدبلوماسية العامة أنه يحمل طابعاً إيجابياً يختلف عن البروباجندا حيث يتمثل في توضيح الحقائق والتزويد بالمعلومات الصحيحة والعمل على زيادة مشاعر الاحترام لدولة ما ورفع مكانتها وتحسين سمعتها بين شعوب ودول العالم بعيدا عن الأساليب الاحتيالية والكذب وغيرها رغم محاولات بعض الدول لاستغلال هذا المجال. كما تستخدم أدوات الدبلوماسية بكثافة في أوقات الأزمات. رغم أن الدبلوماسية العامة تعمل على المدى البعيد. لكن كلما كانت مكثفة ومدروسة بعناية فإنها تحقق النتائج بشكل أفضل وأسرع. ويرتبط مصطلح الدبلوماسية العامة الذي عرف في عام 1965 عن طريق ادموند جولوين بمصطلح القوة الناعمة الذي كان أول من استخدمه المفكر الأمريكي الشهير جوزيف ناي في 1990 ثم عاد ليوضحه في كتابه القوة الناعمة في 2004. وهو باختصار أن تحقق أهدافك بعيدا عن سياسة العصا والجزرة بعيدا عن التهديد والعقوبات الاقتصادية والرشوة وكل أدوات القوة الخشنة أو الصلبة بل يكون ذلك بجعل الآخرين يتبنون قيمك وأفكارك وينظرون إليك نظرة إعجاب واقتداء. وهنا يصعب الحديث عن مصطلح الدبلوماسية العامة دون الحديث عن القوة الناعمة أو العكس. فالدبلوماسية العامة هي إطار القوة الناعمة والقوة الناعمة هي مكون أساس من مكونات الدبلوماسية العامة. تعمل الدبلوماسية العامة في إطارين أو في اتجاهين أحدهما من الدولة للشعوب الأخرى ويكون من خلال مؤسسات تابعة للدولة سواء كانت ثقافية أو إعلامية أو غيرها والثاني من شعب هذه الدولة إلى الشعوب الأخرى ويكون من خلال منظمات المجتمع المدني والجامعات ومراكز الأبحاث ومراكز الثقافة واللغات وغيرها. قامت بعض الدول بإنشاء مؤسسات خاصة ومسؤولة عن الدبلوماسية العامة تقوم بدورها من خلال العمل على تحقيق أهداف الدبلوماسية العامة كما تعمل على التنسيق بين المؤسسات التي تخدم الدبلوماسية العامة سواء كانت حكومية أو شعبية. فعلى سبيل المثال بدأت هذه المؤسسة تعمل في تركيا في يناير 2010. وتقوم دول أخرى كبريطانيا بالاعتماد في هذا على 3 مؤسسات ضمن مزيج متناسق بين العمل الحكومي والعمل غير الحكومي فالمجلس البريطاني وهيئة الإذاعة البريطانية من جهة ووزارة الخارجية من جهة أخرى يقومون بتنفيذ أهداف الدبلوماسية العامة البريطانية ويشار هنا أن بريطانيا قد حصلت على المرتبة الأولى في تصنيف 2012 للقوة الناعمة والذي أعدته مجلة مونوكل Monocle soft power survey 2012. كما حصلت ألمانيا على الترتيب الأول في 2013 بينما تصدرت الولايات المتحدة الترتيب في 2011. أما دولنا العربية فللأسف في الغالب لا تستخدم هذا النوع من الدبلوماسية بل على النقيض تعتبر مستهدفة بشكل واضح. لكن هناك بعض الشواهد لتميز بعض الدول في استخدام أدوات الدبلوماسية العامة مثل دولة قطر وهو ما جعل أستاذ الدبلوماسية العامة في جامعة ويلس جاري راونسلي يستغرب عدم وجود قطر ضمن 30 دولة في تصنيف مونوكل 2013 نشير ختاما إلى أن أبرز تحديات الدبلوماسية العامة يكمن في الدولة نفسها حيث كمل ذكرنا فإن الدبلوماسية العامة تحمل معان إيجابية وصادقة. لذا فإن تعارض سلوك وسياسات الدولة مع ما تهدف إليه الدبلوماسية العامة من ترويج لقيم وثقافة وسمعة هذه الدولة يبقى العائق الأول وهذا ما تعيشه الولايات المتحدة والتي هي صاحبة أكبر عدد أنشطة وفعاليات للدبلوماسية العامة في العالم لكنها لا تحظى باحترام أو انجذاب كبير على الأقل في العشرة أعوام السابقة. ويأتي هذا اختيارا حاسما لعبارة ماذا تحقق الدبلوماسية العامة وليس ماذا تفعل الدبلوماسية العامة ولما سبق فإن مجال الدبلوماسية العامة الذي يتسع يوميا خاصة مع أدوات التواصل الجديدة يفتح الباب واسعا لتلك الدول وحتى الجماعات الأكثر أخلاقية سواء كانت كبيرة أو صغيرة بمقياس التاريخ والجغرافيا وما شابه ذلك.