16 سبتمبر 2025
تسجيلبر الوالدين من أعظم القربات وأجَلِّ الطاعات قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)، "الإسراء: 23-24". قال القرطبي: قال العلماء: فأحق الناس بعد الخالق المنان بالشكر والإحسان، والتزام البر والطاعة له والإذعان، من قرن الله الإحسان إليه بعبادته، وطاعته وشكره بشكره، وهما الوالدان، فقال تعالى: (ان اشكر لي ولوالديك)، "لقمان: 14". ومن علامات الإحسان للأبوين: 1- مصاحبتهما بالمعروف وإن كانا مشركين، فلعظيم حق الوالدين أمر العبد بالإحسان إليهما وان كانا مشركين، كما قال تعالى: (وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)، "لقمان: 15". وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها – قالت: قدمت إليَّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: (نعم صلي أمك) أخرجه البخاري في كتاب الهبة رقم (2620). 2- الدعاء لهما: قال تعالى: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب)، "إبراهيم: 40-41". 3- الصدقة عنهما عند وفاتهما: عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم، إن أمي افْتُلِتَتْ نفسها ولم توص، وأنا أظنها لو تكلمت لتصدقت، فهل لها أجر إن أتصدق عنها؟ قال: نعم، أخرجه البخاري في كتاب الجنائز رقم (1388). 4- استئذانهما في جهاد التطوع: عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال: (أحي والداك؟) قال: نعم، قال: ففيهما جاهد، أخرجه البخاري. 5- الإحسان إليهما بالمال: عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصم أباه فقال: يا رسول الله إن هذا اجتاح مالي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت ومالك ملك لأبيك، أخرجه أحمد. 6- تقديم برهما على بر الزوجة: إذا طلب أحد الوالدين من الولد طلاق زوجته لعلّة صحيحة وجبت طاعته، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: كانت تحتي امرأة كان عمر يكرهها، فقال: طلقها فأبيت، فأتى عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أطع أباك. أخرجه أحمد.