28 سبتمبر 2025

تسجيل

هل الهدنة أكبر من الإبراهيمي.. وهل يفي الكذوب؟

29 أكتوبر 2012

يشكل هذا اليوم الإثنين نهاية الهدنة التي اصطنعها المجتمع الدولي ووكل بها الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي لمعالجة المعضلة السورية، وكأنه أصبح أمة وحدة في رؤية الحل حيث يفضل أن يسير ببطء السلحفاة على وجه الحقيقة، ولكنه يطير بين البلدان المؤثرة في المشهد السوري بسرعة الصاروخ ثم يبدو له أن يصرح لعدة مرات بأفكار ومقترحات لا تتناسب إطلاقا مع ما نراه من التحرك الحثيث له ظاهريا، ولذلك قلنا إنه يمشي ببطء السلحفاة دون تحقيق شيء يذكر في الحل، ويكفي ألا ننسى أنه في هذه الفترة الصغيرة للإبراهيمي قتل من الشعب السوري البريء أكثر من عشرة آلاف، وإذا كانت العبرة بالمآلات قولا وفعلا وحالا فإن ما أنجزه الأخضر هو أحمر بامتياز، ويدل دلالة قاطعة أن الرجل ليس بيده شيء وإنما هو أداة ولو بحسن نية للعمل على إدامة الصراع وطمأنة المجتمع الدولي بل وطاغية دمشق أن إخماد الثورة مطروح بقوة من خلال إطالة المهل وكثرة التنقلات دون جدوى، فعسى ولعل الجزار بشار يستطيع ذلك، ولذا فإننا نلاحظ أن فكرة تنحي هذا القاتل لم تعد تذكر، بل يجري الترويض والتطبيع للإقناع بها، ولو بعد جريان أنهر الدماء المسفوكة ظلما، ولا ضير، فالمجتمع الدولي يسير على وجه الحقيقة في هذا الاتجاه المعاكس لثورة السوريين الذين خرجوا ينشدون الحرية ويمهرونها أنفسهم وشبابهم وكل ما يملكون، لا ريب أن هدنة عيد الأضحى لأيام أربعة ولدت ميتة وفشلت كما فشلت قبلها جميع المبادرات العربية والدولية، لأن هذه الهدنة أو قل الدهنة الترقيعية ما هي إلا لذر الرماد في العيون ليقال إن المجتمع الدولي يستطيع أن يقوم بشيء مهما كان صغيرا، واليوم على يد الأخضر الذي كان يبادل طاغية دمشق الضحكات لدى لقائه به الأسبوع الماضي في منظر اعتبر قميئا جدا على الشاشة عند الشعب الذي يذبح كل لحظة، ولا غرو في ذلك، فالأخضر كما قلت يحاكي الموقف الدولي الذي طلع علينا بهذا الاقتراح البائس الذي وافقت عليه روسيا والصين وإيران كحجة أن اللانظام السوري مستعد لإيقاف النار ولو لأيام كي يوقف الجيش الحر والثورة النار ضده، ونظراً لأن اللانظام وشركاءه يدركون تماما قبل غيرهم أن الهدنة ليس في صالحهم لأنه في هذه الحال سينتفض الشعب بمظاهراته الكبرى من جديد وهو ما حدث فعلا، حيث سجلت في الجمعة الماضية نحو خمسمائة نقطة تظاهر ضد المجرمين، فقد أوعز شركاء الإجرام لخادم مصالحهم أن يقبل هذه الهدنة الصغرى مبدئياً، ولكن بشرط مشروط على الشعب والجيش الحر الا يخرقوها لكأن المظلوم هو الأظلم ليفتح الباب من جديد لاستئناف قتل الشعب وعدم إتاحة أي فرصة حتى لالتقاط الأنفاس في العيد ولو قليلا باستراحة المحارب، وللأطفال كي يتعرفوا على شيء من معنى العيد وفرحته ولكنه أمعن في خرق الهدنة وسجلت عليه مائتان وعشرون حالة اختراق بدأها صباح اليوم الأول الذي سقط فيه مائة قتيل، كما استمر القتل بعد ذلك، ألا ليت الأخضر يدرك أنه لا وفاء لكذوب وأن الجيش الحر عندما رد على خروقات النظام الأسدي كان يدرك ما رمى إليه الشاعر أبو الاصبع موسى بن محمد بقوله:لا تركنن إلى من ولا وفاء لهفالذئب من طبعه إن يقتدرْ يثبِإن هذا المجتمع الدولي المتآمر على الثورة السورية بامتياز لم يقم بأي آلية فعلية لسير الهدنة ولم يعطها صفة الإلزام أو يطرح المسألة على خرقها لأنه حقا غير معني بسورية الشعب الذي هو جزء من الأسرة الدولية وله حقه المشروع في الحماية ومن جهة أخرى لأن ثمة جرائم تصبح محترمة بقوة الاستمرار شأن اللانظام السوري، فقد رأت سفيرة إسرائيل لدى روسيا دوريت جولنبر أن روسيا كأي دولة لها مصالحها القومية في توريد السلاح إلى سوريا، وإسرائيل تتفهم ذلك أي أن حماية نظام الأسد هو حماية لإسرائيل وتحقيق لمصالحها لا ريب، إن هدنة الأضحى ما هي إلا هدية العيد الدموية وهي الكذبة الكبرى التي حولت هذا العيد من جديد إلى هولوكوست يقتل الأمل، ولكن هل أدرك الجميع أن الوطن يحيا بالدماء.