12 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس القريب ودعت الأمة خطيب منبر الدفاع عن الأقصى المبارك والداعية الرباني الشيخ الحبيب أحمد القطان رحمه الله، واليوم الأمة تودع إمام العصر العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله، فارس من فرسان هذه الأمة على امتداد ما يقارب القرن من الزمان، ما نزل عن فرسه يوماً ما وما ضعف وما وهن إلا في لحظة مغادرته الحياة رحمه الله. هكذا هي الحياة!. وصدق رحمه الله: وكلُّ حيّ فينا له أجل مهما يسابقه فهو سابقه كأسٌ- إذا مَرّ أو حلا - عمم كل الورى - لا مراءَ ذائقه فهو - رحمه الله - فارس موسوعي من الطراز الأول.. فارس في العقيدة وبيانها.. فارس في علوم القرآن وتفسيره.. فارس في علوم الحديث.. فارس في السيرة النبوية وحياة الصحابة والسلف الصالح.. فارس في الفقه وأصوله.. فارس في اللغة والأدب والشعر.. فارس في كلمة الحق.. فارس في ميدان الأخلاق والقيم.. فارس في نشر العلم.. فارس في التأليف.. فارس في العمل الخيري والدعوة إليه.. فارس في الاقتصاد الإسلامي.. فارس في الدفاع عن قضايا الأمة وأولها قضية المسلمين فلسطين.. فارس في الإمامة والخطابة.. فارس في التدريس والمواعظ والدروس.. فارس في المؤتمرات والمحاضرات.. فارس في الوفاء لإخوانه من العلماء والدعاة.. فارس في التواضع ومحبة الناس، كتب الله سبحانه وتعالى له محبة الناس في جميع البلدان، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ. قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ". قَالَ: "ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا". قَالَ: "فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ"، فهنيئاً لك محبة الناس لك رحمك الله.. فارس في كلمة الحق والنصح والإرشاد.. فارس في مساحات الإصلاح.. فارس في الدعوة والحركة.. فارس في ميدان التربية والتعليم.. فارس من فرسان النهضة.. فارس في مقارعة الباطل وأهله وطواغيته.. فارس في صناعة الحياة فهو واحد منهم.. صنع لأمته ودعوته فارقاً بهيجاً وترك أثراً بل آثاراً في مساحات الحياة ذات بهجة، كان رحمه الله يفقه دوره في هذه الحياة والمساحة الممكنة التي يخدم بها دينه وأمته ودعوته بل والإنسانية، ما كان يوماً إقليمياً بل كان عالمي الدعوة. هكذا هم صُنَّاع الحياة حملة رسالة وبأعباء وأحمال هذه الرسالة من صلاح وإصلاح وحركة ودعوة في واقع الحياة. نعاه الأستاذ الكبير عصام العطار حفظه الله وبارك الله في عمره "رحمك الله تعالى يا إمام الأمة وعلامة العصر يا أخي وصديقي يوسف القرضاوي. إنا لله وإنا إليه راجعون" رحمه الله. أيها التاريخ سطر كلماتك في كل صفحاتك عن إمام العصر الرباني العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله وعن عطائه المتدفق وقدراته وإمكاناته في خدمة دينه وقضايا أمته، وسطر كذلك سيرته المليئة بالأحداث والمواقف في سبيل مشروعه الكبير وهو الإسلام. رحل وبقيت آثاره رحمه الله!. "ومضة" رحم الله العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي العالم الرباني العامل وتقبله في الصالحين من عباده، وعوّض الله المسلمين من ينهض بدوره ويؤدي مهمته ويكمل المسير، رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه طوال عمره المديد في خدمة دينه وقضايا أمته خير ما يجزي عباده الصالحين، وأن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه، ويجمعنا وإياه في جنته.