12 أكتوبر 2025
تسجيلضرورة تحسين كفاءة الإنتاج وسهولة التصنيع تحدثنا في سلسلة مقالات عن مدى وعمق التحولات في المنطقة من أفول نفوذ الخارج إلى تعاظم دور دول المنطقة إلى التحولات الفكرية والربيع العربي واستمراره في المنطقة وتحدثنا عن أهمية الموقع الجغرافي للاقتصاد العالمي و موقع العالم العربي على مفترق طرق التنمية القادمة خصوصاً أهمية موقعها لمشروع الطريق والحزام والذي سيكون من أهم المشاريع التنموية للاقتصاد العالمي ثم تحدثنا عن دور الثقافة والتغيرات الثقافية التي تصاحب الربيع العربي في نسخه المتواترة وما ستحتاجه المنطقة من توجهات لمواكبة التطورات التقنية، فما هو قادم من تطورات تقنية وعلمية سيعيد تشكيل مفاهيمنا عن المعرفة والصناعة والتعليم وستمس التطورات القادمة كل مفصل من مفاصل الحياة، ما هو قادم من تطورات سيغير من معارفنا من الاقتصاد إلى التصنيع وسيخلق بيئة مختلفة تماماً عن كل ما نعرفه، وقد رأينا كيف ستعمل هذه التطورات على قلب الموازين اقتصاديا وعلميا من تقنية الطباعة المجسدة والتي تعد بتغير قواعد المعرفة والعمل والإدارة والمفاهيم الاقتصادية وحتى مفاهيم التصنيع، فمصنع المستقبل سيكون مجرد صندوق لا يحتاج لمشغلين ولا إلى مساحات ولا إلى خطوط إنتاج ولا إلى وفورات الحجم الكبير وسيقوم مقام عدد من المصانع، حيث كل ما يحتاج هو المدخلات والرسومات التي تمكنه من تجسيد المنتج بشكل تلقائي حيث يقوم بطباعة المنتج وبالعدد المطلوب، فليس هناك حاجة للإنتاج الغزير والذي كان يعتبر أساس العملية الإنتاجية وأساس نجاح أو فشل أي مشروع، الطبعة المجسدة ستنتج حسب الطلب وحسب المواصفات المطلوبة فلا هدر ولا حاجة لإنتاج آلاف القطع من اجل خفض التكلفة، بل ان الطباعة المجسدة ستخفض80% من تكلفة المنتجات و تحسن من كفاءة الإنتاج وسهولة عملية التصنيع فهي قادرة على خفض أوزان المنتجات و تحسين جودتها و تشكليها بتصاميم لم يكن من الممكن تنفيذها بأساليب الصناعة التقليدية، بل اصبح لدى المهندسين حرية في التصميم والتحسين و التجربة و إختبار المنتج في نفس الوقت الذي يتم فيه إتمام التصاميم بعد أن كان يستغرق شهوراً وهذا كله يصب في صالح المستهلك، وكل يوم تتوالى التطورات في قطاع الطباعة المجسدة من تحسين في سرعة الطباعة إلى تحسين في جودتها وابتكار طرق للرقابة على عمليات الإنتاج وجودة المنتج، وقد دخلت الطباعة في الكثير من الصناعات واحتلت موقعها لتصبح الطريقة المفضلة لدى الشركات التي تستثمر بشكل كبير من قبل شركات الطائرات إلى شركات الطاقة و شركات المنتجات الاستهلاكية فدخلت معظم المجالات وكل يوم نسمع بتطورات، هذه التقنية ستلغي الكثير من المفاهيم الاقتصادية وستلغي جزءاً كبيراً من المعرفة الإنسانية لتحل مكانها لذلك فإننا مطالبون صناع قرار وأصحاب أعمال وطلبة ومدرسين و جامعات ومجتمعات أن نكون في أُهبة الاستعداد لمثل هذه التطورات، و بدون استقلالية في الرأي و استقلالية في القرار و روح المسئولية فلن نستطيع مجارات هذه التطورات القادمة والتي ستحدث تحولات عميقة و كبيرة و كون المنطقة اصبحت في محور التغير لا بد من إعداد شبابنا والمؤسسات لتوقع هذه التغيرات و التأقم معها والاستعداد لها، حديثنا عن التحولات في المنطقة و أهمية هذه التحولات في هذا الوقت هي لكونها تسبق التطورات الهائلة القادمة، والطباعة المجسدة هي تقنية من مجموعة تقنيات تحمل كل تقنية في طياتها ما سيحدث تغيرات أساسية، فمن الذكاء الآلي إلى السيارات ذات القيادة الذاتية إلى الطائرات المسيرة الى الروبوتات إلى التطبيقات و البرامج لإدارة شئون الأفراد و المؤسسات الى التطورات تقنيات البيولوجية إلى حروب الفضاء الافتراضي وإلى الواقع المعزز و الواقع الافتراضي والى الحاسب الكمي والذي تقدر قدراته ملايين المرات قدرات الحاسب الآلي التقليد و أي ب أم وقوقل أصبحت تملك حواسيب كمية و الصين تعمل على إنشاء إنترنت كمي وهي في هذا تسبق العالم في التقنيات الكمية، هذه التقنيات هي غيض من فيض و لذلك أهمية أن تحدث هذه التحولات الجذرية في علمنا العربي حتى نلحق بالعالم قبل فوات الأوان.