16 سبتمبر 2025
تسجيلهل سمعتم يا سادة يا كرام يوم أن حكم المسلمون الهند أنهم قاموا بتطهير للمذاهب والطوائف المنتشرة فيها، أو باعتقال كل من يخالف الدين الإسلامي الحنيف، أو بفرض التعاليم الإسلامية بالقوة وبالقهر والإرهاب والتخويف وتجفيف منابعهم بالهند مع أن المسلمين كانوا أقلية حكموا الأكثرية. فتأمل هذا التاريخ الناصع " استقر الحكم الإسلامي في الهند ورسخت أقدامه وقامت له دولة منذ أن بدأ السلطان التركي المجاهد "محمود الغزنوي رحمه الله فتوحاته العظيمة في الهند سنة (392 هـ 1001 م)، وامتد لأكثر من ثمانية قرون، تعاقبت في أثنائها الدول والأسر الحاكمة، ونعم الناس بالأمن والسلام، والعدل والمساواة، وازدهرت الحضارة على النحو الذي لا تزال آثارها الباقية في الهند تخطف الأبصار وتبهر العقول والألباب " لله در الأتراك الفاتحين ومن سار على دربهم. " وتوالى على حكمها عدد من السلاطين العظام يأتي في مقدمتهم: السلطان "جلال الدين أكبر" الذي نهض بالدولة نهضة عظيمة، ونجح في تنظيم حكومة أجمع المؤرخون على دقتها وقوتها. والسلطان "شاه جهان" الذي اشتهر ببنائه مقبرة "تاج محل" لزوجته "ممتاز محل" وهي تُعد من روائع الفن المعماري، ومن عجائب الدنيا المعروفة. والسلطان "أورنك أزيب" الذي تمسك بالسنة وأشرف على الموسوعة المعروفة بالفتاوى الهندية أو العالمكيرية، نسبة إلى "عالمكير"، وهو اسم اشتهر به في الهند " فتأمل" ثم أتى حين من الدهر ضعفت فيه الدولة بعد قوة، وانصرف رجالها إلى الاهتمام بمصالحهم الخاصة، وإيثار أنفسهم بالكنوز التي حصلوا عليها في فتوحاتهم، وانتهز "نادر شاه" الفارسي فرصة تردي الدولة المغولية في الهند، فزحف عليها سنة (1153 هـ 1740 م)، وأحدث بدهلي عاصمة الدولة الدمار والخراب، وأعمل السيف في أهلها، ورجع إلى بلاده محملاً بغنائم هائلة " فتأمل الفرق بين من حكم ونعم الناس بالأمن والأمان والسلام، والعدل والمساواة في ظله، وبين من دخلها وأعمل السيف والقتل في أهلها، حقد تاريخي مستمر فانتبهوا يا قوم من الحية الرقطاء." وساعدت هذه الأوضاع أن يزحف الإنجليز للسيطرة على الهند بسياستهم الماكرة وبأسلوبهم المخادع تحت ستار شركة الهند الشرقية، وانتهى الحال بأن دخل الإنجليز "دهلي" في مستهل القرن التاسع عشر الميلادي، وبسطوا سلطانهم في البنجاب، وتطلعوا إلى احتلال بلاد الأفغان لكن فاجأتهم شجاعة أهلها وبسالتهم فرجعوا عن هذا المخطط يائسين " فتأمل بين قوم سادوا أمة بالحكمة والعدل والمساواة والإنصاف وبين قوم استمرأوا الخداع والمكر والطغيان والسيطرة وتشريد أبناء الوطن وتشتيته"." وقد فقد المسلمون في الفترة التي استولى فيها الإنجليز على الهند ما كانوا يتمتعون به من سلطان ونفوذ، وإمساك بمقاليد الأمور، واحتكام إلى الشرع الحنيف في كل الأمور، ولم يكن لسلاطين دلهي من الحكم شيء، وتمادى الإنجليز في طغيانهم، فعمدوا إلى تغيير الطابع الإسلامي لبعض المناطق الهندية ذات الأهمية الكبيرة، وإلى محاربة التعليم الإسلامي والاستيلاء على الأوقاف الإسلامية، وأذكوا نار العداوة بين المسلمين والطوائف الأخرى " فتأمل." ومضة "فلنقرأ ولنتأمل " قصة الإسلام في الهند، والهند في عهد الخلافة "