29 أكتوبر 2025
تسجيلقدمنا في المقالين السابقين ما يفيد أن المقصود بالإرهاب في قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ.....) الأنفال 60، هو المفهوم الواسع الذي يؤكد استعمال القوة الراشدة كاستعمال المصل الدوائي للحفظ من ويلات الحروب ودفعها، وليس الهدف من تحقيق مصالح مادية كبيع السلاح من تُجاره أو الهيمنة على البترول أو الطمع بأراضي الغير واحتلالها كالذي تفعله قوى الاستعمار الذين لا يراعون حقوق الإنسان وهكذا فإن استعمال القوة في الإسلام لرد إرهاب المعتدين بإرهاب وقائي لصيانة الكليات الانسيانية والحريات. وبهذا نفهم أن الإسلام لا يعمل بحال للقتل والدمار كما هي غاية أعداء الإسلام والحكام المستبدين في أرض العرب والمسلمين، كما حدث في سوريا عام 1982 في تدمير تلثي مدينة حماة وقتل أكثر من أربعين ألفا من المسلمين على يد حافظ الأسد وهو الذي سار عليه بشار فدمر سوريا إلا قليلا وقتل وسجن وشرد الملايين للاستئثار بالسلطة وتنفيذ الأوامر الصهيونية العالمية للمحافظة على أمن إسرائيل واستدعى هذا الفعل نشوء أو إنشاء تطرف داعش لاستدعاء أعداء المسلمين إلى بلادنا في سيناريو أصبح مفضوحا لإبقائه في السلطة، لاسيما بعدما تأكد أن التحالف الغربي وبعض العربي والإسلامي بقيادة أمريكا لن يمس مراكز الأسد ومقراته بأذى. وهنا فما على المدنيين والأبرياء إلا أن يعانوا قتلا وتشريدا كما حدث في ريف إدلب وغيرها، حيث استهدفهم القصف الأمريكي وليس في مواقعهم وقراهم وأحد من داعش حتى لو كان طفلا. وأنكر أحد أعضاء الكونجرس ذلك ولكن حقيقة المشهد المصور المحمول من قبل الناس بالتوابيت لمن استشهدوا يكذبه تماما وزيادة في الفضيحة أمام العالم فقد قال نائب وزير الدفاع الأمريكي في مداخلة مع جمال ريان مذيع قناة الجزيرة: إنه إذا تمكن التحالف من ضرب أي موقع لداعش فإن الذي سيحل محلهم الجيش الحر والمعارضة المسلحة المعتدلة أو جنود من قوات النظام السوري. ولما سأله جمال كيف ذلك. هل تريدون إنتاج الأسد من جديد، ارتبك وقال: آخر الاحتمال أن يكون جند الأسد من يملأ الفراغ. ونحن لا نستغرب ذلك فالتاريخ يؤكد تحالف الروم والنصيريين عبر الأحداث ضد المسلمين وهل ننسى تحالفهم ضد صلاح الدين الأيوبي بل محاولة الباطنيين من حماة النصارى عدة مرات اغتياله كما حدث في "اعزاز" وأصيب في وجهه وكان هتافهم في القرن الماضي: يخرب بيتك يا حطين جييتنا بصلاح الدين.وما انقضت سنتان على موت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ووجدنا النصارى يظاهرون المجوسية الفارسية في الحرب ضد الإسلام ليخلوا الجو لوثنية فارس، مع أنها ضد أي دين سماوي. وقاتل النصارى في معركة (الولجة) مع الفرس الذين انهزموا أمام المسلمين، فقرر خالد بن الوليد رضي الله عنه ولقيهم مرة ثانية في معركة (أليس)، حيث جعل دماءهم تخالط ماء النهر، فسمي يوم نهر الدم. ولذلك فإن الشيعة الفرس والروافض يكرهون خالد ولا يعتبرونه مسلما أصلا، وهذا ما يفسر قصفهم الشديد لضريحه مؤخرا في مدينة حمص السورية. وأنهى خالد رضي الله عنه تحالف النصارى والفرس في وقعة (الفراض) التي اعتبرت أعنف معركة، قيل إن خسائرهم فيها بلغت مائة ألف، وأنشد القعقاع بن عمرو:لقينا بالفراض جموع روم وفرس غرها طول السلامثم إننا لا ننسى كيف قضى أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه على البيزنطيين الروم في بلاد الشام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل ثلاثة أشهر من قضاء سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على دولة الفرس في العراق. وانظر في ذلك التعصب والتسامح للمفكر محمد الغزالي ص: 159 – 163 ولذلك فإن حرب التحالف التي تخفي وراءها أهدافا كبيرة مهما طالت لن تنجح وستوقظ أهل السنة والجماعة من جديد ضد الروم والفرس الجدد، وكما قال تعالى: (عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) البقرة: 216، وكما قال ابن القيم: في الشدائد فوائد.