16 سبتمبر 2025

تسجيل

"بايدن" المنافس الشرس لـ "ترامب"

29 أغسطس 2020

اقترب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية للوصول إلى البيت الأبيض التي ستبدأ بداية نوفمبر 2020 م، والتي يتوقع لها الكثير من النقاد والمحللين أنها ستكون الأقوى والأشرس في التاريخ السياسي الحديث، خاصة أنها ستكون بين رئيس حالي متقلب ورئيس جديد رشحه حزبه لخوض غمار هذه الجولة المتعبة، التي لن تكون بالسهلة على المرشحين أبداً بسبب الانتقادات اللاذعة التي وجهت للرئيس الحالي "دونالد ترامب" والتي وصفته بالرئيس المتعثر سياسياً بل إنه أخفق في إدارة الأزمات الاقتصادية خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة، كما لم ينجح في إدارة دفة أزمة "جائحة كورونا"، ولهذا فالكثير يرشح خسارته الانتخابات هذه المرة، بعكس انتخابات 2016 م التي دخل معتركها مع منافسته "هيلاري كلنتون" وفاز فيها بفارق ضئيل لم يكن في الحسبان، فصناديق الاقتراع دائماً ما تخون المرشحين في آخر لحظة فتقلب الموازين رأساً على عقب. ويبدو أن مرشح الحزب الديمقراطي "جو بايدن" هو الأقوى والأوفر حظاً هذه المرة بالفوز في سباق الانتخابات المقبلة، حيث بدأ التحدث في وسائل الإعلام عن برنامجه الانتخابي بعد أن عين نائبة له لقيادة هذا المشوار الماراثوني بكل قوة ودون خوف من منافسه "ترامب"، ويبدو أن حظوظه ستكسبه الشعب الأمريكي بنسبة عالية وغير متوقعة هذه المرة. ويبدو كذلك أن الأمريكان ما زالوا يسخطون على رئيسهم الحالي بسبب إخفاقاته السياسية والاجتماعية والصحية بسبب تردى أوضاعهم التي تعدت كل الحدود وفاقت كل التوقعات، حيث إن الرئيس "ترامب" كما تقول التقارير عنه سيخسر لا محالة أصوات كبار السن الذين لن يصوتوا له هذه المرة، وستذهب أصواتهم للمرشح الآخر "بايدن"، الذي أعلن تضامنه مع شعبه في ظل جائحة كورونا (كوفيد - 19) حيث يتحفز لتقديم برنامجه الصحي الذي يحفظ أرواح شعبه من الإصابة بالوباء الفتاك ويقلل من حالات الوفيات التي يتوقع وصول عددها قريبا إلى ما يقارب من 200 ألف وفاة، وإصابة الملايين منهم. والأمر الآخر أن "بايدن" سيغير من سياسته الخارجية مع الاهتمام برسم سياسة جديدة تقوم على عدم التهور في اتخاذ القرار مع الدول الأخرى وإلغاء بعض السياسات التي انتهجها الرئيس الحالي "ترامب"، خاصة ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وكذلك قضية العنصرية التي اشتعلت في الداخل ولم يتعامل معها بشفافية وحيادية.. بجانب بناء اقتصاد أمريكي قوي تتكئ عليه الولايات المتحدة من أجل مستقبل مشرق. وخلال الأيام الماضية انتقد بعض رؤساء الولايات المتحدة السابقين سياسة "ترامب" الحالية وأنها لا تنم عن رئيس دولة عظمى يلم بالسياسة وأبجدياتها المتعارف عليها. وتشير التحليلات كذلك إلى أن المرشح "بايدن" سيتخذ موقفاً صريحاً تجاه الأزمة الخليجية المفتعلة ضد دولة قطر من خلال الحصار المفروض عليها منذ 5 يونيو 2017 م وحتى اليوم، ولذلك فإن بعض الدول العربية ستقف مع الرئيس الحالي "ترامب" ضد "بايدن"، وستسخر كافة أموالها وإعلامها التضليلي من أجل انتصار مرشحها مهما كلف الأمر، خاصة بعد مساندتها الصريحة للرئيس ترامب قبل أسابيع في التطبيع الإماراتي مع الكيان الإسرائيلي بهدف تمرير صفقة القرن التي ولدت ميتة وستزول من الوجود قريبا لأنها لن تجد من يؤيدها من الدول والشعوب.. فما بني على باطل فهو باطل. بايدن يتحدى وقد أعلنها "بايدن" قبل أيام صراحة لا تلميحاً، عندما قال: "إنه يتعهد بإنهاء ظلام حكم ترامب".. وهو لم يقلها هنا من باب العبث بل يعني من خلالها الكثير من النوايا التي يريد تحقيقها بعد فوزه بالرئاسة. كلمة أخيرة: الانتخابات الأمريكية القادمة ستكون حامية بين "ترامب وبايدن"، ويبدو أن الثاني سيستقطب الناخبين هذه المرة وينتصر على خصمه بفارق كبير في الأصوات كما هو متوقع، فما خلفه"ترامب" من آثار سلبية ما زال الشعب الأمريكي يتجرعها والتي ستكون حاضرة في المناظرة بين المرشحين قبل أيام من تسمية الرئيس.. فمن سيكسب الرهان يا ترى؟. [email protected]