01 نوفمبر 2025

تسجيل

النصر لك يا "تميم بن حمد" بإذن الله

29 أغسطس 2017

سيكتب في صفحات التاريخ المعاصر بماء الذهب كنا نعتقد وما زلنا على يقين بأن الظلم لا يدوم. وخير من يعلمنا هذه الدروس هو التاريخ الذي فيه العبر والمواعظ عبر تقلبات الزمان. حيث هزمت جحافل الجيوش العسكرية واختفى الكثير من الدول من الخارطة منذ تاريخ طويل، وكل ذلك بسبب الظلم وممارسة الطغيان والتجبر ضد الشعوب والدول المستضعفة!. وإذا تمعنا في خطب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر خلال الأسابيع الماضية والتي كانت توجه العديد من الرسائل المباشرة لحكومات الحصار وشعوبها وإلى كل الأصدقاء من دول العالم، سنجد أن سموه كان حكيما ومتزنا في التعامل مع الأزمة ومواجهة التحديات بكل شجاعة وصراحة متناهية في لغة الخطاب. ** وحتى لا ننسى: فإن خطب سموه كانت تركز في فحواها على وقفة الشعب القطري والمقيمين على هذه الأرض مع هذا الوطن دون تردد أو خوف من دول الطغيان والتكبر، وهذا الأمر جعل الجميع يشعر بالفخر والاعتزاز بقطر الخير التي لها الكثير من الأفضال عليهم، ولها أيضا مكانة كبيرة في النفوس سواء كانت هذه المكانة في السراء أو في الضراء. ** وإذا رجعنا للتاريخ: ستجد أن التاريخ يعيد نفسه، فقد انتصر القادة العرب في سابق عهدهم، منذ انطلاق الدولة الإسلامية فالأموية والعباسية وصولا للعهد الحديث، ولنا عبرة بالخليفة العباسي المعتصم – على سبيل المثال لا الحصر – أحد الزعماء الأبطال الذين ما زال التاريخ يذكرهم ويفخر ببطولاتهم وأفعالهم الشجاعة على مر العصور. قطر كسبت معركة الحصار المفتعل شاء من شاء وأبى من أبىولنأخذ هنا على سبيل المثال "قصيدة أبي تمام في فتح عمورية" التي تذكرنا بسيناريو أحداث الحصار وانتصار "تميم بن حمد" على دول التآمر على قطر التي يقول فيها "بحر البسيط": السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الْكُتُبِ فِي حَدِّهِ الْحَدُّ بَيْنَ الْجِدِّ وَاللَّعِبِ بِيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ فِي مُتُونِهِنَّ جَلاَءُ الشَّكِّ وَالرِّيَبِ وَالْعِلْمُ فِي شُهُبِ الْأَرْمَاحِ لاَمِعَةً بَيْنَ الْخَمِيسَيْنِ لاَ فِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ فَتْحُ الْفُتُوحِ تَعَالَى أَنْ يُحِيطَ بِهِ نَظْمٌ مِنَ الشِّعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الْخُطَبِ فَتْحٌ تَفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لَهُ وَتَبْرُزُ الْأَرْضُ فِي أَثْوَابِهَا الْقُشُبِ يَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّورِيَّةَ انْصَرَفَتْ مِنْكَ الْمُنَى حُفَّلاً مَعْسُولَةَ الْحَلَبِ أَبْقَيْتَ جَدَّ بَنِي الْإِسْلاَمِ فِي صَعَدٍ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَارَ الشِّرْكِ فِي صَبَبِ تَدْبِيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللهِ مُنْتَقِمٍ لِلَّهِ مُرْتَقِبٍ فِي اللهِ مُرْتَغِبِ لَمْ يَغْزُ قَوْمًا وَلَمْ يَنْهَضْ إِلَى بَلَدٍ إِلاَّ تَقَدَّمَهُ جَيْشٌ مِنَ الرَّعَبِ لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً يَوْمَ الْوَغَى لَغَدَا مِنْ نَفْسِهِ وَحْدَهَا فِي جَحْفَلٍ لَجِبِ إِنْ كَانَ بَيْنَ صُرُوفِ الدَّهْرِ مِنْ رَحِمٍ مَوْصُولَةٍ أَوْ ذِمَامٍ غَيْرِ مُنْقَضِبِ فَبَيْنَ أَيَّامِكَ اللاَّتِي نُصِرْتَ بِهَا وَبَيْنَ أَيَّامِ بَدْرٍ أَقْرَبُ النَّسَبِ أَبْقَتْ بَنِي الْأَصْفَرِ الْمِمْرَاضِ كَاسْمِهِمُ صُفْرَ الْوُجُوهِ وَجَلَّتْ أَوْجُهَ الْعَرَبِ ** وفي نهاية المطاف: فإن انتصار "تميم بن حمد" على أعداء النجاح، جاء بسبب الغيرة التي تنتابهم ضده وضد قطر المتقدمة عليهم بعشرات السنين، وهو ما سيسجل هذا التقدم في صفحات التاريخ المعاصر ويكتب بماء الذهب، فقطر كسبت معركة الحصار المفتعل، شاء من شاء وأبى من أبى. الظلم لا يدوم فـ "حبل الكذب قصير" و"طباخ السم ذوّاقه" كما قالواهذا إذا علمنا بأن التآمر على الدول والشعوب في الغالب لا يدوم لأحد والتاريخ القديم خير معلم لنا في مثل هذه الظروف التي نعيشها اليوم، فالظلم لا يدوم لأن "حبل الكذب قصير" كما يقول العرب قديما، أو كما يقول المثل الشعبي الشائع: "طباخ السم ذوّاقه"!. ** كلمة أخيرة: نعم النصر لك يا "تميم بن حمد" بإذن الله تعالى، ولن يخيب الله رجاءك خلال هذه الأزمة، فمن كان مع الله كان الله معه، ولتعلم أن الصبر على النوائب هو ديدن القائد المؤمن بالله في كل الظروف. [email protected]