12 سبتمبر 2025

تسجيل

ضغوط الواقع المؤلم

29 أغسطس 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يلاحظ على كثير من الصفحات في فضاء الفيس بوك، التركيز على الأخبار والملاحظات والمظاهر السلبية في حياتنا العامة، على كافة المستويات والمجالات. ولا أحد يسعه المجادلة في وجودها وأحيانا كثرتها. لكن ما لا يُنكر أيضا وفرة الخبر، والجوانب الإيجابية في حياتنا وقد لا نبالغ لو قلنا في كافة المجالات والمستويات. وإن يكن غلب علينا تسجيل السلبيات فيما ننشر ونذيع، بنية طيبة، لدى الكثيرين، خصوصا من الطيبين والخيرين، ومريدي الإصلاح، فليتنا نعمر صفحاتنا أيضا بتسجيل والإشادة بما نجده في حياتنا اليومية في مختلف الجوانب من إيجابيات. ولا نعدم وجودها حولنا، وفي محيطنا القريب أو البعيد نسبيا، علينا فقط الالتفات إليها، والتنقيب عنها، وإرهاف السمع والحس لالتقاطها، ثم تعطير صفحاتنا بها. زرعا للأمل، وسوقا للقدوة المعاصرة والواقع القائم القريب منا جميعا، خصوصا إذا كان من البيئة المحلية، فتشيع في الناس أخبار الطيبين، والمحسنين، والمجتهدين، والناجحين بالخير وفي الخير، وذوي العفة، وأهل الأنفة، والكرم، والشجاعة، والسماحة، والحلم، وحسن الجوار،وكفالة اليتامى، والوفاء، وبر الوالدين، وتوقير الكبير، وخدمة المحتاج والعاجز، والحفاظ على البيئة، وطلب العلا، والبذل السخي، والاستقامة الوظيفية، والجد والحزم لدى المعلم، وتضحية الوالدين، ووفاء الصداقة. وغيرها من الخلال كثير. وليس من العدل في شيء أن ننكر وجودها ولو على نُدرة بدعوى استقلال ماضينا الجميل بها علينا أن نشيد بكل فعل من أفعال الخير والنفع التي نشهدها أو تبلغنا عن الثقات؛ فنرفع من معنويات المجتمع خاصة الشباب الذي هو في أمس الحاجة لأمثلة الخير الحية، ففيه خير كثير، وفطنة كبيرة، وقوة جارفة لو تستثمر فستستثمر بالخير بإذن الله تعالى.ما أحوجنا للتخلص من ضغوط الواقع المؤلم، وغلبة سلبياته على تفكيرنا، ثم ترجمتها في صور الشكوى مريرة منه، وإدمان نقله على صفحاتنا حتى يعمرها، ويغلب عليها.وقد يكون لأسلوب كثير من الصحف العربية خصوصا تأثير علينا من هذه الناحية، إذ إنك منذ أن تلقي نظرة على أول عنوان حتى يصفعك بالمصائب إلى ختم عناوين الصحيفة بما يندى الجبين من ذكره. قد يؤنسنا في هذه اللمعة منهج النبوة السديد، المتمثل في حياة الأمل في نفس النبي صلى الله عليه وسلم، وحرصه على بثه في نفوس الصحابة الكرام في أحلك المواقف والأوضاع التي عرفها وعرفوها. ولاستبشاع اليأس وسمه القرآن الكريم بالكفر.ولا نرانا نسينا الأثر الجليل: (قوله صلى الله عليه وسلم) إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم.