12 سبتمبر 2025
تسجيلللقلم وللحرف سحر خاص، ولكن ما يحدد قيمة القلم الفكر والالتزام والدفاع عن الواقع والحقيقة، هناك أقلام تبعث الملل في النفوس، وهناك أقلام تخلق مع واقعها عوالم أرحب، وتعيد الاحترام للكلمة. ذلك أن بعض الكلمات قبور، وبعض الكلمات سطور من نور، ولكن لماذا ؟ لأن القلم أمانة . من هنا وأنا أسطر عبر مفردات بسيطة، كيف يتحول القلم والكلمة في يد هذا الصحفي إلى عالم من الإشعاع الحقيقي، وكيف تحول هذا الصحفي منذ أن ارتمى في أحضان صاحبة الجلالة، إلى كيان قد غلف واقعه إلى منهاج خاص به، أن يكون صوتاً للحقيقة والواقع، وأن يدافع بقلمه وفكره وأسلوبه عن المظلومين . من ينسى وقفته مع فنان حكمت عليه الظروف بقسوة الواقع، وعبر مفرداته وإيمانه بقضية الإنسان أولاً والفنان ثانياً، كان انتشال الفنان من وهدة الضياع . أتحدث عن الصحفي .. المكوكي ، الجوكر ، الجريء، مفرح الشمري، نعم هذا الصحفي قد وضع قلمه في خدمة المبدعين ليس عبر الكويت المشع بالنور والثقافة والفكر والريادة، ولكن أن يكون قلمه عوناً للمبدع عبر خريطة الوطن العربي، وعبر التحاقه بركب الصحافة، اتخذ من زملاء سبقوه نبراساً له، بل كان يملك من الجرأة والشجاعة الأدبية أن يحدد عدداً ممن تأثر بهم وذكرهم وهم: "عبدالستار ناجي ، محبوب العبدالله ، عبدالمحسن الشمري، صالح الغريب ". في هذا الزمن الرمادي نادرون من يعترفون، أليس في هذا الاعتراف ما يكفي من الجرأة الأدبية؟ أما عن صفة المكوكي .. فهو الأبرز، ليس عبر حدود وطنه الأم الكويت، بل أعتقد أن ما يقطعه من جولات مكوكية واحد من أبرز ما يميزه عن غيره، فالحدود الجغرافية لا تشكل عائقاً أمامه، يغطي مهرجاناً للسينما، وينتقل إلى حضور مهرجان فني، أو يكون مسؤولا عن الفعاليات الأدبية والفكرية، أو يدير الجلسات عبر مناقشات تثري أي فعالية . أما عن صفة الجوكر، فهو منذ أن التحق بالصحافة كون عالماً خاصاً به، نعم صداقات تمتد من الماء إلى الماء عبر إيمان الآخر به وثقتهم بقلمه، هذه الثقة كنزه المعرفي الأبرز، فهو الصديق والأخ، وهو الناصح، لا يخشى في الحق لومة لائم، ينتقد كمبضع الجراح الماهر . مفرح الشمري، طائر حرّ يغرد فوق كل الفن .. يقول ما يشكل مع الواقع والحقيقة جسوراً من الصراحة من أجل الإبداع الحقيقي، ويحول مقالاته إلى ومضات حقيقية، سواء ما ارتبط بالفن أو الفنان ككيان، بعيداً عن احتلاله المناصب، ذلك أنه يؤمن بالبيت الشعري .. وأعز ما يبقى وداد دائمإن المناصب لا تدوم طويلا ذلك أن احتلاله منصب نائب رئيس اتحاد الإعلاميين لا يعني له شيئاً، هو جندي، نعم يكفيه أن يكون جندياً في كتيبة الصحافة، يضع سلاحه الأهم كلمة وفكره في خدمة صاحبة الجلالة . "مفرح الشمري" حاله امتزج بالقلم والكلمة، وشكل فكره وثقافته عوالمه، فهو الفارس أمام الكاميرا وميكرفون الإذاعة، وهو الصريح أمام الحق، وهو المدافع عن الحقيقة، عفواً.. عن الكلمة .. لأن الكلمة في قاموسه إشعاع من نور . E-mail: [email protected]