19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا تفصلنا سوى أيام معدودات على انطلاق بطولة العالم لألعاب القوى التي ستحتضنها العاصمة الصينية بكين بين 22 و30 أغسطس. في الماضي، وفي مثل هذه الفترة كانت كل أعين العرب تتجه صوب المغرب، التي عرفت دائماً بتفريخها لأساطير أم الألعاب مثل سعيدة عويطة ونوال المتوكل ونزهة بيدوان وهشام الكروج وغيرهم ممن رفعوا اسم المغرب في المحافل الدولية وشرفوا العرب قبل المغاربة في جميع أنحاء العالم. هذا الكلام الجميل أصبح من الماضي الجميل. فالمغرب الذي كان مصنع أبطال ونجوم ألعاب القوى، والذي كان رياضيوه يبثون الرعب في أنفس خصومهم في الملتقيات الدولية والبطولات العالمية ويحسب لهم ألف حساب، بات يبعث بأبنائه فقط للنزهة ونيل شرف المشاركة وحتى لا يقال إن المغرب الذي كان يحصد الأخضر واليابس في البطولات، ليس له أي تمثيل في منافسات ألعاب القوى. فمتى كانت آخر مرة حصل فيها العداءون المغاربة عن ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية؟ تماما منذ 11 عاما، وبالضبط في أولمبياد أثينا 2004، عندما توج هشام الكروج بالذهب عن سباقي 1500 و5000 متر. أما في الأولمبياد الموالي بكين 2008، فقد اكتفى جواد غريب بالحصول على الميدالية الفضية في الماراثون، وحازت مواطنته حسناء بنحسي على الميدالية البرونزية في سباق 800 متر. أما مشاركة المغرب في أولمبياد لندن 2012، والتي تعتبر الأكبر في تاريخ المشاركات المغربية، فقد اكتفت بميدالية برونزية لعبد العاطي إيكيدير في سباق 1500متر. أما فيما يتعلق بأولمبياد ريو 2016، فأكاد أجزم أن المغاربة سيعودون بخفي حنين، متمنية أن يكذبوني. من جهة ثانية، لا أستغرب ما يحدث لألعاب القوى المغربية في الوقت الراهن، فعندما توكل الأمور لغير أهلها، يكون الفشل نتيجة طبيعية. بصراحة، لا أعرف حتى الساعة ما الذي يربط بين رئيس الاتحاد المغربي لألعاب القوى السيد عبد السلام أحيزون وأم الألعاب. بحثت في ذاكرتي بين الأسماء اللامعة التي ذكرتها آنفا، ولم أجد اسمه بين من اعتلوا منصات التتويج الدولية منذ استهل المغرب مشواره في المشاركات الدولية في ألعاب القوى في ستينيات القرن الماضي، ولا حتى في أي أرشيف من سجلات الرياضات الأخرى. والشيء نفسه بالنسبة للمدير التقني الوطني أحمد الطناني، الذي مع احترامي لشخصه، إلا أنه كان حكماً لألعاب القوى. فما الفكر الجديد أو التعويذة التي سيأتي بها لبلد يعاني العقم منذ أزيد من عقد من الزمن. أين هم أبطال المغرب الذين لديهم الخبرة الطويلة في هذا الميدان؟ أين هم الذين تصببوا عرقا وأحياناً دماً على الحلبات الدولية لكي يرفعوا راية بلادهم عالياً؟ أين هي المواهب الشابة التي تحتاج إلى الدعم والمساندة؟ أين هم الغيورون على سمعة هذا البلد؟ هم في بلدان أخرى تقدر قيمتهم وتستفيد من خبراتهم وتجاربهم، لكي يعدوا لها أجيالاً قادمة من الرياضيين ينافسون بهم أبناء جلدتهم.