11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رحل صاحب الابتسامة الناصعة أمس الأول المعلق القطري محمد اللنجاوي عن عمر يقارب من العقد الخامس، بسبب ارتفاع السكر لديه والذى كان يعانى منه خلال العشر سنوات الماضية. هذا الملعق الرياضي عرفه الجمهور العمانى وأحبة كثيراً، خلاف الكثير من المعلقين الرياضيين وذلك بسبب تعليقه على مباريات منتخب الناشئين فى كأس العالم بالاكوادور1994، فبعد أن خرج المنتخب القطرى من الأدوار التمهيدية استمر اللنجاوى والطاقم التلفزيونى القطرى فى تغطية مشاركات المنتخب العمانى، والذى رافقه إلى الأدوار النهائية وحل فيها منتخبنا رابعاً، وقد اسر بتعليقه النقى قلوب مشجعى المنتخب عندما كان يردد (منتخبنا الوطنى) ، وساهم في رفع معنويات ذلك الفريق الذى قاتل بضراوة فى هذه البطولة التاريخية. رحل صاحب القلب الطيب كما كنا نطلق عليه فى الوسط الإعلامى الرياضي، والتلقائية الرائعة والابتسامة التى لا تفارقه، وبعد الاكوادور أحب اللنجاوى عمان كثيراً وتردد عليها بدعوات رسمية وشخصية، وتم تكريمه على مستوى عال بعد مشاعره الرائعة التي أبداها فى التعليق على المنتخب (وكأنه عمانى)، وتعرف خلال النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضي على شخصيات رياضية وغير رياضية فى السلطنة، وقد ترك أثر جماً فيهم فقد احبه الوسط العمانى واحبهم وتواصل معهم حتى منتصف العقد الماضي، عندما منعه المرض من الترحال كثيراً إلى دول المنطقة. وكما كان له الأثر الطيب فى نفوس الرياضيين فى السلطنة كان له ذلك فى دول المجلس كلها .. فاللنجاوي كان مواطناً خليجياً قبل أن يكون قطرياً فهو يملك مساحات من المحبة والصفاء للجميع. عرف عنه خفة دمه ودماثة خلقه وفكاهاته المتواصلة ومقالبه فى أحيان كثيرة فى زملائه الصحفيين الرياضيين والمعلقين، وكان لا يرد له موعد ولا يرفض له طلب بمجرد ذكر اسمه على أى مسئول ، لا يملك إلا أن يبتسم. هكذا صنع الراحل محبة عميقة فى نفوس الناس، محبة لا تسنيها الأيام. كان أول لقاءاتى به عندما كنت محرراً رياضياً فى عام ١٩٨٨م بدورة الألعاب الاسيوية فى بانكوك بتايلاند وكان برفقتنا الزميلان محمد جاسم من الزميلة جريدة الخليج ومحمد الجوكر من الزميلة البيان الاماراتيين آنذاك ومحمد المالكي من وكالة الانباء القطرية وآخرون من دول المجلس، وفعل اللنجاوى فينا ما فعل من مقالب طيلة الأيام التى قضيناها معاً قرابة شهر فى تغطية الدورة وترسخت علاقاتنا بعد ذلك لسنوات.. ثم تكررت لقاءاتنا بدورات كأس الخليج والفعاليات والبطولات الاقليمية والدولية حتى منتصف العقد الماضى عندما ترك هو التعليق ورحلت أنا عن القسم الرياضي. يملك الراحل شخصية (كاريزمية) لا يمكن إلا أن تحبه، يعتمد على معلوماته خلال التعليق على المباريات وعادة لا يحضر لها، صاحب غزارة في المعرفة الرياضية ، وتواصل واسع مع جميع الفئات من الرياضيين والمسئولين، وقد برز فى دورات كأس الخليج وعرف بجرأته فى طرح الاسئلة والمداخلات كما أنه ناقد لاذع ولاقط بارع للمعلومة، اثرى كأس الخليج بحضوره واشعل المنافسات بين مسئولى الاتحادت الكروية. عندما ترك الراحل التعليق ركز على برامج ومسرحيات للاطفال وعرف في التليفزيون القطري بـ (بابا لنجا) وكانت له بعض المشاركات والاعمال الرائعة. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته والهم اهله وذويه الصبر والسلوان، وفقدت بوفاته الاسرة الخليجية واحداً من معلقيها الرائعين، وملهم منتخباتها من الذين يحملون الوطن الخليجي في قلوبهم.