06 أكتوبر 2025
تسجيلتناقلت الأنباء أن المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني ستعود يوم الثلاثاء القادم، وسيلتقي الوفدان الفلسطيني برئاسة صائب عريقات والصهيوني برئاسة تسيفني ليفني وزيرة العدل. عودة هذه المفاوضات مرة أخرى بعد أن توقفت أعواماً عديدة لا ندري لماذا تعود، وعلى أساس ماذا، وهل أعطى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ضمانات حقيقية للسلطة الفلسطينية أن هذه المفاوضات لن تكون مثل تلك المفاوضات العبثية التي استمرت حوالي عشرين عاماً التي لم تثمر عن شيء للقضية الفلسطينية سوى السراب، والوعود الكاذبة، بل إنها كانت خدعة صهيونية لمزيد من ابتلاع الأرض وبناء المستوطنات الصهيونية وتخدير الرأي العام العالمي وإيهامه بأن عملية التسوية تمضي قدماً بينما الواقع هو تهويد المزيد من الأرض الفلسطينية، خاصة المقدسات الإسلامية والمسيحية وبالذات القدس الشريف وبناء المستوطنات التي نهبت الأرض الفلسطينية ولم يبق من هذه الأرض ما يمكن أن تقام عليه دولة فلسطينية قابلة للحياة كما يدعون ويتشدقون. إن قبول السلطة الفلسطينية بالعودة إلى المفاوضات مرة أخرى بدون أي ضمان أمريكي أو دولي بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن الدولي ومنها عودة الأرض المحتلة وحق العودة ما هي إلا وقوع بالفخ الصهيوني – الأمريكي مرة أخرى لمزيد من إضاعة الوقت ولمزيد من ابتلاع الأرض ولمزيد من بناء المستوطنات بحيث لا تبقى من الأرض الفلسطينية مستقبلاً ما يمكن التفاوض حوله، وهذا ما سوف يحدث من خلال عودة هذه المفاوضات، لأن المفاوض الفلسطيني يذهب اليوم إلى واشنطن بدون سلاح، بينما العدو يملك أقوى وأشرس الأسلحة ومن بين هذه الأسلحة التي بيده قبضته على الأرض باحتلاله الغاشم والسلاح الآخر، والمهم أن حليفه الأمريكي يقف معه بكل قوة ويسخر قوته لخدمة هذا العدو ومعه الغرب عموماً ويملك أيضا السلاح الذي تزوده به الإدارات الأمريكية، بينما المفاوض الفلسطيني لا يملك من الأسلحة سوى التسول والتوسل ويذهب مجرداً من أي سلاح يساعده على حرب التفاوض وبالتالي سيخرج هذا الوفد مهزوماً لا محالة لأن المفاوضات لا تختلف عن الحرب، فهي حرب تفاوضية تحتاج إلى أسلحة، تماماً كما هي الحرب الميدانية تحتاج إلى أسلحة، وأسلحة التفاوض هي قوة ومتانة الجبهة الداخلية، وهذا السلاح لا يملكه المفاوض الفلسطيني، لأننا نعلم تلك الانقسامات بين الفصائل الفلسطينية، خاصة بين فتح وحماس ولا يملك المفاوض سلاح الموقف العربي الموحد لأن الدول العربية منشغلة الآن بمشاكلها الداخلية التي أججها مصنعها هذا العدو والإدارة الأمريكية والغرب عموماً.. كذلك لا يملك المفاوض الفلسطيني سلاح التحالفات الدولية وهذه أسلحة لا تختلف عن أسلحة الحرب الميدانية لهذا سيخرج المفاوض الفلسطيني مهزوماً من هذه المفاوضات، لأنها مفاوضات خارج السرب!!