الدكتور عمر سليمان الأشقر رحمه الله (1940-2012)

"علم من أعلام الأمة.. الشيخ الجليل والعالم والداعية المقاوم.. المخلص العابد الزاهد الورع.. المجتهد النقي الفقيه السديد.. مدرسة في العلم والخلق والأدب.. العالم المعتدل.. أستاذ الدعاة.. نموذج للعالم العامل.. عطاء لا يتوقف.. تضحية ودعوة إلى الله.. مساهماته الفكرية والدعوية واضحة المعالم.. ودفاعه عن قضايا الأمة مضيئة.. أعطى حياته من أولها إلى آخرها في الدفاع عن فلسطين وشعبها وقضيته العادلة.. داعماً لمشروع المقاومة والجهاد في سبيل الله.. جمع بين العقيدة الصحيحة ومنهج السلف رحمهم الله والاهتمام بالدعوة.. ملتزم بالكتاب والسنة التزاما دقيقاً وثيقاً عميقاً مع وسطية واعتدال دون تشنج.. يعطيك رأي السلف رحمهم الله بحكمة ورزانة وود.. لم يكن بينه وبين أحد قطيعة وهذا نادر في العلماء.. لم يعرف عنه همز ولا لمز.. عليه وقار العلماء وأدب الفقهاء وحكمة الدعاة.. على معالم وجهه الوضوح وفي نفسيته وحديثه.. ذو فطنة وعقل وحرقة على الدعوة.. كان بعيداً عن الظهور والشهرة وأبى الله تعالى إلاّ أن يظهره ويرفع ذكره في حياته وبعد مماته.. يحبه العلامة ابن باز رحمه الله كثيراً ويسأل عنه.. صاحب النبرة المميزة في صوته الخافت ولكنه مؤثر يشد الآذان عند سماعه.".. ونصحب كلماته ودرره المضيئة رحمه الله:- ◄ "فإن العالم الإسلامي اليوم مرجل يغلي ويفور بل بركان يتفجر في كل مكان، وإذا هدأ في بعض الأحيان فإنما هو الهدوء الذي يسبق العاصفة". ◄ "فإن لكلمة الحرية عذوبة في الأفواه، ولذة في الأسماع، تهتز لذكراها النفوس الأبية، ويتألم الأحرار لفقدها". ◄ "ومهما قلبت صفحات التاريخ، ونظرت في حياة الشعوب فإنك لن تجد أمة تستعذب طعم العبودية، وتمقت الحرية". ◄ "إن الحرية تعني أن تعبّد نفسك لله وحده، في توجهات قلبك وعقائده، وفي مسار فكرك ونوازعه، وفي أقوالك وأفعالك.".. ◄ "إن معرفة الله والعلم به والتوجه إليه هي نقطة البداية الصحيحة في المسيرة الإنسانية". ◄ "مظاهر الشرك وصوره لا تزال بارزة في حياة المجتمعات الإنسانية إلى اليوم.".. ◄ "حريّ بالدعاة أن يوجهوا جهودهم إلى تبصير الناس، كيف يوحدون ربهم، وكيف يخلصون دينهم لله، وعليهم أن يجعلوا ذلك هو الأصل والأساس.".. ◄ "إن الذين يحاربون المنهج الإيماني القرآني النبوي الذي يتمثل في المنهج السلفي أحد رجلين: إما جاهل بهذا المنهج لا يعلم حقيقته، وإما عدو حاقد لا يريد بالأمة خيراً". ◄ "حريّ بالعاقل اللبيب أن لا يغتر بكثرة الهالكين، فالكثرة ليس لها اعتبار في ميزان الله، وإنما بالحق ولو قلّ عدد متبعيه". ◄ "فهل نلام إذا عُدنا بالعقيدة إلى منابعها، تلك المنابع التي نهل منها الأبرار الأخيار من سلفنا الصالح؟". ◄ "إن العقيدة التي تستكن في القلب، ولا يكون لها وجود في العلانية عقيدة خاوية باردة لا تستحق أن تُسمى عقيدة". ◄ "الذين يريدون أن يستغنوا عن الوحي بالعقل يظلمون العقل ظلماً كثيراً، ويبددون طاقة العقل في غير مجالها". ◄ "ونمضي من الحياة عندما يريد واهب الأمانة سلبها وقبضها، أقوام يأتون، وآخرون يرحلون". ◄ "طريق السعادة الأبدي الذي يوصل إلى دار الخلود في دار الخلود مرهون بتحقيقنا الرقي الحقيقي في أنفسنا وفي الآخرين.".. فرحمك الله رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. قالوا عنه قال عنه الشيخ يوسف الحجي حفظه الله "كان رحمه الله شديد الحياء، قليل الكلام، صاحب همة عالية في الدعوة والإرشاد ".