14 سبتمبر 2025
تسجيلحتى كلمة الحزن بكل ما فيها من وجع تبدو قليلة، صغيرة، عاجزة عن وصف قلوبنا الموجوعة التي أصابها الهلع من صور المجزرة الوحشية البشعة، ما أصعب أن يختلط حزنك الخاص بحزن وطن بكامله، بيوته حزينة، عيونه دامعة، ما أصعب عيون الوطن حين تدمع، ما أحرها من دموع، الصباحات التي كانت جميلة وشاها السواد، المساءات التي غنى لها السمار جللها السواد وأصبح لكل شيء أنين يذبح الروح! من استطاع أن يمتلك رباطة جأشه أمام جنون الدم الذي يخالط بياض الأكفان ويشي بحجم المجزرة التي كسرت الجماجم وأخرجت أحشاءها؟ من ملك دموعه أمام عويل الأمهات الباحثات بين صف الأكفان عن فلذاتهن بجنون وجع الفقد؟ أي قلب يحتمل منظر شباب مضرج بدمه يلفظ أنفاسه ولا أمل في إنقاذه رغم الاستغاثة؟ أي روح يمكن أن تسكنها السكينة بعدما روعنا المكفنون بدمائهم الذاهبون لربهم في استسلام ورضا مذهل؟ ما كل هذا الدم؟ لا أكاد أتخيل أن القاتل والمقتول أبناء مصر الحزينة، لا أكاد أتصور أن يكون عقاب الاعتصام كل تلك المشاهد الفاجعة الدامية! وبعد هل ارتاحت الشرطة الآن؟ هل أفرغت كل ما في صدرها من غل في طلقات قتلت الشباب؟ هل حققت بهكذا مذبحة انتصارها العظيم على الشعب المصري؟ هل هدأت؟ هل استردت عافيتها وصور (المقتلة) التي أظهرت الشرطة وهي تصوب الرصاص لصدور المعتصمين وتقتل بينما يساعدها صف من البلطجية يضربون ويحتمون بها، العالم كله رأى الصورة الفضيحة ومع ذلك ينفي سعادة وزير الداخلية الذي قال سابقا (نبهت قوات الشرطة بعدم التعرض للمتظاهر السلمي حتى باللفظ) والذي قال أول أمس (عمرنا كشرطة ما وجهنا أي سلاح ناري لصدر متظاهر)! إن كان هذا صحيحاً فمن قتل 45 متظاهراً سلمياً؟ ومن جرح خمسة آلاف آخرين؟ من قطف قلوب الأمهات من مكانها لتغدو خاوية تئن بالفقد؟ من ان لم تكن الشرطة العتيدة التي رأيناها تضرب؟ الأمهات لا يعرفن لا ديمقراطية ولا شرعية، الأمهات يردن قلوبهن التي غادرتهن في الأكفان الملطخة بالدم فمن يعيدها؟ سيدي وزير الداخلية أدعوك أن ترى نفسك في مؤتمرك الأخير وقد أحاطك الصحفيون يسألون وأنت تجيب بانشراح لا تخطئه عين، أدعوك لترى نفسك كيف كنت قاسياً، ومستفزاً، ومتوعداً، ومستهزئاً، وغير مبال بالمرة بأحزان أسر الضحايا بل مستخفاً بآلامهم ظهر ذلك جلياً في ضحكاتك التي كنت توزعها دون أن نستشف أي شعور بالأسى أو الأسف لفقد المئات، باختصار لم المس إنسانية القائد أمام حدث جلل لذا أدعوك سيدي الوزير لأن تستقيل هذا أشرف قرار يمكن أن تتخذه وقد صار الدم بحاراً، وباتت مئات البيوت غارقة في حزن لا تعرفه سعادتك ربما لأنك لم تجرب وجع فقد ابن أو ابنة برصاصة قناص همام يعمل تحت إمرتك. يا عزيزي الوزير بعد هذه المذبحة وعارها أشرف لك أن تستقيل.. أقسم: أشرف لك. • طبقات فوق الهمس •وليام هيج أقر بأن ما حدث في رابعة مجزرة وأسف لذلك، كاترين اشتون أعلنت عن عميق حزنها لسقوط عدد ضخم من الضحايا، سعادة وزير الداخلية، كان يضحك في مؤتمره الصحفي الأخير وكأن شيئاً لم يكن!! • واضح أن الشعب المصري كسر حاجز الخوف من مبارك فنادى بإسقاطه، وكسر حاجز الرعب من الموت فانزرع في مكانه برابعة رغم الرصاص، أليس لافتاً أن تزداد الحشود المؤيدة للشرعية بعد كل معركة دموية؟ •الغرب المتواطئ ساكت، يشجب على استحياء، ألم نقل إنها حرب على الإسلام؟ •في لقطة غير إنسانية تجاهل التليفزيون المصري تغطية مجزرة رابعة المروعة وراح يبث برامج كوميدية بينما كان المصريون يشيعون فلذات أكبادهم، ويدفنون أحباءهم!! •وزير الداخلية يعد بفض اعتصام رابعة العدوية قريباً بالتنسيق مع الجيش! هل يشي كلامه بأن إزاحة المعتصمين ستكون بالدبابات؟ •مهم أن أقول لشيخ الأزهر المعتكف والشباب يقتل: تقبل الله طاعاتكم. •مهم أن أقول للبرادعي المختفي (انت فين؟ أكيد معتكف بتشكر رب العباد بعدما حصل المراد)!! •محمد مرسي متهم بأنه قطع الكهرباء عن المصريين، والسيسي متهم بأنه قطع رقاب الشباب، الغريب أن (مرسي) في السجن بينما السيسي بيحضر احتفالات! •مفارقات تؤكد فبركة كل شيء وتزييف كل شيء، أخذ المذيع يهلل مبتهجاً بالأعداد الضخمة التي خرجت لتفويض السيسي بقتل المتظاهرين إلى أن نبهه ضيف برنامجه إلى أن هذه الحشود تبع مرسي!! • هل تسمح سيادة الفريق السيسي أن أسألك.. هل سمعت عويل الأمهات وقد ذابت قلوبهن حزنا على أولادهن؟ هل رأيت الأمهات وهن يتفتتن لرحيل مبهج قلوبهن؟ هل رأيت قوافل النعوش وبكاء الرجال؟ هل نمت بعدها هانئاً مطمئناً وسط أولادك لتحلم أحلاماً سعيدة؟ (أنا بس بطمن عليك)! • لإنقاذ مصر لا نريد شجباً، ولا استنكاراً، ولا لوماً.. المطلوب مواقف توقف المأساة. • مصرنا الحزينة هل يجدي العزاء والمصاب جلل؟ لك الله.