17 سبتمبر 2025

تسجيل

الأفراد والتسهيلات الائتمانية

29 يوليو 2007

بنهاية شهر مارس الماضي بلغ إجمالي التسهيلات الائتمانية التي قدمتها البنوك أكثر من 110 مليارات ريال قطري، منها نحو 37 مليار ريال تسهيلات ائتمانية خاصة بالأفراد.لن أتحدث عن التسهيلات الائتمانية في مجملها، ولكن فيما يتعلق بالشق الخاص بالأفراد، فإن الرقم يعد كبيرا، وبغض النظر عن حجم المبالغ، فإن التساؤل الذي يقفز الى الذهن مباشرة: أين ذهبت هذه التسهيلات الائتمانية الخاصة بالأفراد؟ بمعنى أصح: فيم صرفت، وعلى ماذا صرفت هذه المليارات؟ أجزم بأن النصيب الأكبر منها قد صرف على أمور استهلاكية ورفاهية اكثر من اي جانب آخر، وما القروض التي يأخذها العديد من الأفراد هذه الأيام من أجل السفر والسياحة إلا خير دليل على حجم الإسراف الذي يقدم عليه هؤلاء الأفراد، خاصة الذين لا يملكون المقدرة على تحمل تبعات السفر الا من خلال الاستدانة والدخول في ديون وقروض يبقى الفرد لسنوات يسدد أقساطها، وفي كل عام يعمد الى جدولتها من اجل الاستدانة من جديد.أحد الاخوة الأفاضل يروي قصة أحد الأشخاص الذين على شاكلة من يبيعون سياراتهم او يقترضون من أجل السفر، يقول هذا الأخ انه سمع قصة لشخص باع سيارته من أجل السفر، وهذا يظهر أن الرجل غير مقتدر على تحمل نفقات السفر، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل ان بائع السيارة سعى لإظهار (الفخفخة) من خلال الحجز في الدرجة الأولى، ليقول للآخرين (شوفوني) أنا جالس في الدرجة الأولى! ! هناك العشرات من الافراد الذين دخلوا دوامة الديون ولم يخرجوا منها بسلام، بل هم حتى هذه اللحظة يعانون، والجزء الأكبر من الراتب يذهب لتسديد القروض التي في الغالب أخذت من اجل امور استهلاكية وسفر ورفاهية، ولا يكاد يبقى من الراتب إلا القليل.وللأسف فإن شريحة كبيرة من الأفراد يغريهم جدا (الطعم) الذي تقدمه البنوك، والتسهيلات التي تمنحها عند الاقتراض ، خاصة قروض مضاعفة لحجم الراتب تصل أحياناً الى 40 أو 50 ضعف الراتب، وهو ما يسيل له (لعاب) العديد من الأفراد الذين (يلهثون) خلف كل (درهم) تتحدث عنه هذه البنوك.وعلى الرغم من كل المشاكل التي وقعت للعشرات، بل والمئات من الأفراد جراء الدخول في دوامة الديون، وبرغم كل التحذيرات التي نبهت اليها الصحافة والمنابر الاعلامية الاخرى، مما قد يترتب على الاقتراض والديون الكبيرة، التي لا يستطيع الأفراد الوفاء بها، فإننا نجد أن هذه التحذيرات في واد، والواقع المعاش في واد آخر، فكل المؤشرات تتحدث عن زيادة في نسبة التسهيلات الائتمانية المقدمة من البنوك للأفراد، وللأسف فإن الكثير من الأفراد لم يصلهم المثل الشعبي (مد ارجيلك قد الحافك)، فهناك افراد يمدون أرجلهم بمسافات أكبر بكثير مما لديهم من (الحاف).لا نريد أن تتحول الاجازة ورحلات السفر خلال الصيف الى رحلات (عذاب) بعد العودة من السفر، وتحديدا بعد الشهر الثاني او الثالث من العودة من الاجازة، ليظل الفرد يعيش قلقا، مما يؤثر سلبا على الأسرة بأكملها.