11 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف ستؤثر "بريكسيت" على العالم الإسلامي؟

29 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يشأ الشعب الإنكليزي مغادرة الاتحاد الأوروبي، ما جعل منها (المغادرة) حدثًا وتطورًا صادمًا للجميع. في الواقع، لم يكن لأحد أن يتوقع حدوث ذلك، ما تسبب بنوع من الذعر في عالمي السياسة والأعمال. وخسر عالم التمويل العالمي نحو 2.1 تريليون دولار. بدأ تأثير الدومينوبدأ زعماء المعارضة السياسية في كل من إيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، والنمسا، إطلاق تصريحات تطالب بإجراء استفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبي. وجه رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، نداءً عاجلًا للمملكة المتحدة، يحثها على البدء بإجراءات الخروج من الاتحاد فورًا، بسبب تزايد الأضرار والتوتر الناتج عن حالة الغموض.هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها الاتحاد الأوروبي أحد أعضائه، لذا فمن المتوقع أن تؤثر تلك الصدمة على الاتحاد وأن يبدأ تأثير الدومينو، والدخول في مرحلة تفتت الاتحاد. معظم المتابعين لشؤون الاتحاد الأوروبي يتوقعون أن تسير الأمور في هذا السياق، ولا ندري إن كان من الممكن تغيير ذلك القدر عبر تدابير يتخذها قادة أوروبا. كيف سيتأثر العالم الإسلامي؟تفتت الاتحاد، يعني الفوضى في أوروبا. ليس فقط في أوروبا، بل إن العالم سيعيش تحت وطأة تأثير مضاعفات تلك الصدمة، ويمكننا أن نتوقع إعادة إنشاء توازنات جديدة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي حول العالم. سوف تلجأ المملكة المتحدة نحو تغيير التوازنات السياسية والاقتصادية من أجل حماية مصالحها الخاصة.سنقف قليلًا عند القضية التي تهمنا، وهي كيفية تأثير هذا الحدث على العالم الإسلامي. وفي هذا السياق نستطيع طرح بعض الافتراضات، وإن كان الحدث لا يزال جديدًا. كيف لهذا الحدث أن يؤثر هذا الجرح النازف من العالم الإسلامي؟ التوقعات هنا مبنية على احتمالات أن تركز المملكة المتحدة جهودها للحفاظ على مصالحها ووضعها في المقدمة، وخلق بيئة تنافسية، ورغبة الاتحاد الأوروبي بمعاقبة المملكة المتحدة.لا أعتقد أنه سيكون هناك تغيير في الملف السوري، سيما أن الدول الأوروبية ليست هي الفاعل الأساسي في القضية السورية. ونستطيع القول بزيادة التأثير الأميركي الروسي في هذا الإطار.وفي ملف اليمن والعراق، لا تعتبر أوروبا من اللاعبين الفاعلين في هذين الملفين، وبنفس الطريقة نستطيع القول أن الولايات المتحدة وروسيا، تمتلكان الكلمة الفصل في هذين الملفين. تعاظمت قوة روسيا وتعاظمت المشاكل الناتج عنها من المتوقع حدوث تحسن ما في المناطق التي تلعب فيها أوروبا دورًا أكثر فاعلية، مثل مصر، وليبيا، والجزائر، سيما مع تصاعد حدة التنافس بين فرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا. إنني صراحة متخوف من انهيار قدرة الدول الأوروبية على الوقوف في وجه روسيا، خاصة وأننا نشهد اليوم مرحلة تفكك لذلك الاتحاد، الذي أراد يومًا الإطاحة بروسيا من خلال العقوبات. تعيش روسيا في هذه الأيام أجواء احتفالية، على خلفية التطورات السياسية الأخيرة، فأوروبا لن تشكل بعد اليوم عائقًا أمامها في أوكرانيا والقرم والبحر الأسود والشرق الأوسط. ماذا تعتقد تركيا؟استقبلت تركيا التطورات الأخيرة بحذر شديد، سيما وأن المعسكر الذي دعم فكرة الانفصال عن الاتحاد في المملكة المتحدة، أظهر تركيا في حملته بمثابة عنصر تهديد على الاتحاد، ورفعت شعار "دخول تركيا الاتحاد الأوروبي يعني الاستيلاء عليه من قبلها". قالوها بكل وضوح وصراحة. في الواقع، إن العداء لتركيا ما هو إلا وجه آخر من أوجه معاداة الإسلام والمسلمين. إن انتصار السياسيين البريطانيين ذوي الميول الفاشية، منح الأمل لنظرائهم الأوروبيين، لتبدأ رياح الإسلاموفوبيا تهب في ميادين أوروبا بقوة أكبر. أما تركيا فتشعر بالقلق إزاء هذا الوضع.على العالم العالم الإسلامي جمْع قواهانفردت الولايات المتحدة وروسيا بالعالم. هذا الوضع لا يعتبرُ وضعًا صحيًا بالنسبة للعالم، فالتنافس والصراع على المصالح في أوروبا أدى إلى حربين عالميتين.ليس من المستبعد اندلاع حرب عالمية ثالثة. وفي مثل هذه الحالة، تأكدوا أن العالم الإسلامي سيكون في قلب تلك المعاناة، لأن تلك الدول ستُجري حربا بالوكالة على أراضينا، لذا كان لزامًا علينا أن نجمع قوانا وأن نسعى لإقامة نظام جديد... إن هذه المسألة باتت تشكل حاجة ملحة جدًا بالنسبة لنا.