17 سبتمبر 2025

تسجيل

قاضي الوكرة الشيخ يعقوب بن يوسف التميمي (2-2)

29 يونيو 2016

عندما رأى الشيخ يعقوب بن يوسف التميمي كثرة الإشاعات والقدح في نقاء وصفاء عقيدته، وسيرته قرر قطع شجرة الفساد والضلال من جذورها، فأرسل رسالة إلى جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود في 9شعبان 1345هـ وشرح له في خطابة للملك مايعانيه من مشاكل ومتاعب، وأعرب عن حبه للملك وإخلاصه له ، فطلب منه الملك عبدالعزيز التوجه للرياض لمقابلة المشايخ ، بناءً على خطاب وجهه -رحمه الله-برقم 286 وتاريخ 29 شعبان 1345هـ مشيراً عليه بمقابلة المشايخ ، جاء فيه: (إن شاء الله بعد رمضان توكل على الله وأقدم إلى الرياض، ولابد أنك تتقابل مع المشايخ، وتبين ماعندك من أمر العقيدة ).في عام 1345هـ توجه إلى الرياض، وقد رافقه في هذه الرحلة صديقه الشيخ مبارك الجناعي(أبن عم المؤرخ الكويتي الشيخ يوسف الجناعي)وذلك لمقابلة المشايخ والعلماء، واجتمع بهم وناظرهم في المسائل والأمور الشرعيه، واستطاع كشف تلك الملابسات وتناقش معهم في تلك الأمور وما يتعلق بأنواع العبادات والشرك وعن التهم التي نسبت له، من المغرضين والمتعصبين الجهله، وبعد وقوفهم على الحقيقه، زالت ولله الحمد الشكوك والشبهات وثبت لهم بما لايدع مجالاً للشك أنه متمسك بالعقيدة الإسلامية التي لا غبار عليها، وأصدروا قراراً شرعياً، بأنهم لم يجدوا أي مأخذ أو طعن في عقيدته، وصدر ذلك القرار عن فضيلة الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ والشيخ سعد بن حمد بن عتيق. وعلى إثر هذا القرار الشرعي الصادر عن أولئك المشايخ والعلماء الأعلام، وجه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل بياناً ، برقم 9 وتاريخ 16 شوال 1345هـ وخلاصته: (من قبل الشيخ يعقوب، وصل إلينا وتقابل مع الشيخ، والحمد الله الذي أظهر من عقيدته إنها عقيدة السلف، والمذكور من أعز طوارفنا ، فيكون إن شاء الله أن جميع طوارفنا يعزونه ويكرمونه). وبذلك سقطت الأقنعة عن تلك الوجوه التي تعمل في الظلام من أجل الفتنة، وزادت مكانة الشيخ يعقوب لدى الملك عبدالعزيز، وارتفعت درجته ومكانته في نفوس رجالات ووجهاء الجبيل من محبيه، فكان مجلسه محطاً ومرجعاً للوعظ والإرشاد والإفتاء لكل زائر، وطالب علم أو مستفيد من علمه الجم.وعندما وصل إلى الجبيل بعد مقابلته للمشايخ والعلماء والأعلام، وما تم من تلك المقابلة الحاسمة، عمت الفرحه قلوب أهله وأصدقائه ومحبيه، واستقبلوه بالحفاوة والتكريم.بعد ذلك بادر برفع خطاب إلى الأمير عبدالله بن جلوي أوضح له به مدى الحفاوة والتكريم الذي قابله به الملك عبدالعزيز، وما تم بعد مقابلة المشايخ وعن القرار الذي صدر في حقه منهم وقد خلف الشيخ مجموعة من المخطوطات قد بلغت بعضها المائتي صفحة ومن أشهرها مخطوطة الفتح المبين في من أوجب تعلم اللغة الأجنبية، وقد توفي الشيخ في عصر يوم الجمعة 20 صفر 1375هـ وقام بتغسيله : راشد الخاطر وحسن البوعينين ودفن بعد صلاة العشاء رحم الله الفقيد رحمة واسعة بعد أن قضى حياته في العلم .