12 سبتمبر 2025

تسجيل

فضل العلم والعلماء (3-8)

29 يونيو 2015

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن نافع بن عبد الحارث الخزاعي لقيه بِعُسْفَانَ، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أَبْزَى. قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا. قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض. ثم قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم، قد قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).وجاءت أحاديث كثيرة عن النبي المعصوم محمد بن عبد الله، توضح فضل العلم والعلماء، من ذلك قول النبي: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له). وقال صلى الله عليه وسلم: (إن فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع). وقال رسول الله: (إن الله لا يقبض العلم اتنزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بغير علم فضلوا وأضلوا). وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن النبي دخل الخلاء فوضعت له وضوءاً، فقال: (من وضع هذا؟) فَأُخْبِرَ. فقال: (اللهم فقهه في الدين). وفي لفظ آخر، قال: ضمني، وقال: (اللهم علمه الكتاب). وعن أبي الدرداء قال: إنه قدم عليه رجل من المدينة وهو به مشق. فقال: ما أقدمك يا أخي؟ فقال: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله، قال: أما جئت لحاجة؟ قال: لا. قال: ما قدمت لتجارة؟ قال: لا. قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث. قال: فإني سمعت رسول الله يقول: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يُوِّرّثُوا ديناراً ولا درهماً إنما وَرَّثُوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر). وقال النبي: (الدنيا ملعونة، ملعون من فيها إلا ذكر الله وما والاه، أو عالماً أو متعلماً). وقال النبي: (ثلاثة يُؤْتَوْن أجرهم مرتين. الرجل تكون له الأَمَةُ فَيُعَلِّمُهَا فَيُحْسِنُ تعليمها ويؤدبها فيحسن تأديبها فله أجران، ومؤمن أهل الكتاب الذي كان مؤمناً ثم آمن بالنبي فله أجران، والعبد الذي يؤدي حق الله وينصح لسيده). وعن عقبة بن عامر قال: خرج رسول الله ونحن في الصُّفَّةِ. فقال: (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بُطْحَانَ أو إلى الْعَقِيقِ فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوَيْنِ في غير إثم ولا قطع رحم؟)، فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك. قال: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فَيَعْلَمَ أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل). وقال النبي: (خيركم من تعلم القرآن وَعَلَّمَهُ).