01 نوفمبر 2025

تسجيل

هل يستفيد العرب من التجربة الجزائرية في المونديال؟!!

29 يونيو 2014

ستظل تجربة المنتخب الجزائري الناجحة في المونديال البرازيلي عالقة في أذهان كل العرب من الخليج إلى المحيط.. فهذا الفريق الكبير في كل شيء يمثل نموذجا للكفاح المشرف والانتماء الوطني.. وعلى كل الاتحادات والمنتخبات العربية ليس في كرة القدم فقط ولكن في كل اللعبات أن تستفيد من هذه التجربة الجزائرية المونديالية بإيجابياتها الكثيرة وسلبياتها القليلة.دعوني في البداية أعقد مقارنة بين المنتخب الجزائري من جانب والمنتخبين الغاني والكاميروني من جانب آخر.. فبرغم أن الإمكانات الفنية الكبيرة للمنتخبين الإفريقيين ومايضمانهما من أسماء كبيرة تتألق في أكبر الأندية الأوربية.. فقد فشل كل منهما في التأهل للدور الثاني.. بينما المنتخب الجزائري الذي شكك الكثيرون في قدرته على الوصول للدور الثاني قلب كل التوقعات واجتاز عقبتي كوريا الجنوبية واسقط الدب الروسي وأخرجه من البطولة مبكرا وانتزع منه تذكرة التأهل التاريخية.وسبب هذا النجاح والتفوق والتميز تكمن في الانتماء والحب الشديد للوطن وترابه.. على عكس بعض المنتخبات الإفريقية وخاصة غانا والكاميرون وساحل العاج التي كان ولاء نجومها للدولار واليورو.لم نسمع من لاعب جزائري شكوى واحدة من أى نوع.. بل كان كل مايركزون عليه هو رفع اسم الجزائر والدفاع عن ألوان رايتها.كان معسكر المنتخب الجزائري مثاليا في كل شيء.. انضباط والتزام ودقة.. تحدى المدرب البوسني الإعلام الجزائري وضحى بنفسه وتحمل الانتقادات هو ومسؤولو الاتحاد الجزائري.. وغضوا الطرف عن كل ذلك وركزوا في شيء واحد وهو كيفية الحصول على تذكرة التأهل.. فتحقق لهم ما أرادوا.لم يكن نجاح التجربة الجزائرية متوقفا على ماحدث في المونديال.. ولكن كان نتاجا لتخطيط وعمل دؤوب من الاتحاد الجزائري بقيادة محمد راوراوة الذي كما قلت في مقالي أمس فجر ثورة جديدة في الكرة الجزائرية.. من خلال بناء منظومة كروية ناجحة بداية من دوري محلي قوي ومنضبط يعتبر واحدا من أقوى الدوريات في افريقيا والعالم العربي برغم أن الأضواء لاتسلط عليه بالشكل الجيد من خلال إعلامنا العربي.. أيضا من خلال بناء منتخب جديد اختار له مدربا عالميا منضبطا وفاهما.. اختار فريقا رائعا من المحليين والمحترفين في أوروبا.وفوق كل ذلك الجمهور الجزائري الذي اعتبره أفضل جمهور في العالم يساند فرق بلاده.. فهذا الجمهور هو واحد من الأسرار المهمة وراء تفوق الكرة الجزائرية.. ولو تخلص هذا الجمهور من بعض ألوان التعصب لأصبح الجمهور المثالي الأول في العالم.أقول في النهاية لكل العرب ادرسوا التجربة الكروية الجزائرية وتعلموا منها حتى تعودوا إلى المونديال من جديد.. وحتى لا يكون المنتخب الجزائري وحده في المونديال الروسي.