02 نوفمبر 2025
تسجيلكلما جاء رمضان وازدحمت الفضائيات ببرامج المسابقات جاء على البال وجه الراحل العملاق شريف العلمي ربما يتذكره الجميع ممن عاشوا تلك المرحلة الجميلة من الزمن شريف العلمي هو صاحب البرنامج الأكثر قوة والأكثر إثارة وانتشارا برنامج المسابقات سين جيم وربما لا يعرف أحد من أبناء الجيل الحالي أي شيء عنه والسبب بكل بساطة هو أن الإعلام لم ينصفه ولم يعرفه على الناس بالشكل المطلوب فمنذ رحيل الإعلامي العملاق شريف العلمي لم نقرأ ولم نشاهد ولم نسمع عنه شيئا ذلك الذي وصل ببساطة إلى الجميع من خلال أسلوبه وحضوره المميز إذ استطاع من خلال ما قدمه أن يثقف الجميع المتعلم والأمي الكبير والصغير برنامج سين جيم لم يكن مجرد برنامج عرض في زمن معين وانتهى بل ترك شريف العلمي إرثا ثقافيا لا يعوض حين أصدر كل ما قدمه في كتاب وفي هذا الكتاب "سين وجيم وضع شريف العلمي خبرة أعوامه في الإذاعة والتلفزيون، ليسد فراغاً في المكتبة العربية متجاوزاً موضوع التسلية السريعة أو الطرفة إلى حدود المتعة والفائدة واختبار الذكاء. إنه قاموس، وكتاب عالمي، مكتوب بالعربية بلغة الثقافة والابتسامة والذوق والمعرفة. إذا كان "شريف العلمي" يملك مقومات مقدم برامج المسابقات الناجح وهي مقومات أشبه بالموهبة لا يستطيع كل فرد تعلمها لأنها في معظمها فطرية فإنه أيضاً قد أضاف إلى موهبته تلك جهوداً هائلة يبذلها في البحث والتنقيب حتى يصل إلى "المادة" التي يجدها صالحة لأن تعرض على الشاشة. وما أسهل أن يتناول أي شخص "موسوعة" يستخرج منها-خلال دقائق عشرات الأسئلة، لكن ما أصعب أن يبذل الشخص طاقاته في محاولة العثور على سؤال جيد فيه شحنة من الجدية والطرفة تكفي لإمتاع المتلقي أن الشيء المدهش في ذلك أن العلمي جاء بمسابقاته قبل فوضى الفضائيات وانتشارها الرهيب حيث كان التلفزيون الحكومي هو المتنفس الوحيد أمام المشاهدين. في زمن لم يعرف الإنترنت ولا أي مصدر للمعلومات لكنه تسيد الشاشة بلا منازع وربما كثيرون كما قلت خاصة الجيل الجديد لا يعرفون هذا الاسم، لكنه بالنسبة إلينا نحن جيل سبعينيات القرن الماضي يعد أهم مقدم برامج، وهو صاحب أشهر برنامج مسابقات عرفته الشاشة الصغيرة «سين جيم» الذي اخترق الحدود، وحقق النجومية والشهرة لهذا الإعلامي حتى غدا العلمي أشهر اسم في مجال تقديم برامج المسابقات في الوطن العربي. فمن الذي يسير اليوم على خطى العلمي ليعود ببرامج المسابقات إلى زمنها الأجمل؟