13 سبتمبر 2025
تسجيلمبارك عليكم الشهر الكريم جميعاً, فاليوم أول أيام شهر رمضان المبارك الذي يوحدنا في أهدافه وروحانياته رغم اختلاف الأمة على موعد دخوله تبعاً لمنازل القمر وولادة أهلته في السماء، وهو اختلاف مبرر شرعاً ولكن معضلة الأمة أنها تعيش اختلافات وخلافات واسعة وغير مبررة على الأرض بين عموم مكونها مما يفضي للكثير من حالات النزاع والمواجهات والإقصاء الذي يطيش بالأمة ويضعف كيانها ويبدد قوتها ومستقبلها.. أنا لست مع الإقصاء لأي مكون ومن أي أحد لأحد؛ فالناس شركاء في الإنسانية وإن بغت أمة على أخرى أو جماعة على جماعة فالمحصلة النهائية هي الشراكة التي يجب أن تستوعب الشعوب أبعادها وتعمل ضمنها, يدخل الشهر الكريم وحال الأمة لا يسر إثر جراحاتها وانقساماتها وتطرف بعضها للبغي على الآخر دون أن يكون للهدف المشترك بينها نصيب من العمل.. وفي العراق اليوم، يتلخص حال الأمة ومعاناتها من الانقسام الذي أخذ مجريات وأشكالا مخيفة تنذر بواقع مخيف ومؤلم أفرز صوراً من التناحر الذي يهدد بتقسيم الكيان العراقي العريق الذي شكلت مكوناته طويلاً أجمل صور التلاحم والمشاركة فيما بينها سوى أن الاستحواذ الأخير بالسلطة والذي وافق أهواء المتربصين بالأمة وأوصل العابثين إلى سدة الحكم مما نحى بالعراق ومستقبله إلى ما نرى ونسمع من التشدد والاستحواذ والبغي الطائفي الذي يقصي العموم عن المشاركة بل صارت المعاناة من نصيب الأغلبية في فرز طائفي فرشت له قوات الاحتلال الأمريكي وسياساتها الأرضية الخصبة للنمو والتمدد مع جملة خلفيات تاريخية قابلة للتماس الحاد في كل لحظة؛ وربما يقول قائل إن الاحتلال لم يحسب مبكراً لهذه النتائج المروعة التي يتعدى تهديدها حدود العراق ليشعل عموم المنطقة بالفتن والتناحر المخيف بل كانت هذه النتائج مدخرة ومعروفة ضمن أجندة الاحتلال وضمن مخطط واسع تتعدد مسمياته وأشكاله.. عموماً ما نحن بصدد الحديث عنه هنا هو مخاطبة وجدان الأمة وضميرها في علمائها ومفكريها وكتابها لممارسة دورهم التاريخي الهام بتبيان المنغصات التي تهدد كيانها وتنحرف بمسارها.. فعلى المعنيين الصدح بالحق والعمل على نبذ التطرف ومنع إشعال المزيد من الفتن بالتحريض بين المكونات وأطرافها، حيث تعد هذه المرحلة من أخطر المراحل في تاريخ الأمة ومستقبلها, فليس من الواجب على قادة الفكر ورواد الكلمة من واقع مسئولياتهم سوى العمل على بث روح التسامح والتواصل ومد جسور التعاون والتلاقي ليكون الجميع معاول بناء لا هدم أو تفرقة، فهذا ما تمليه ظروف المرحلة خاصة ونحن جميعاً تحفنا مناسبة حلول شهر رمضان المبارك وهو مناسبة عظيمة لها في قلوب المسلمين كل الوقار والتقدير.. مرة أخرى، إن ما يجري في أرض العراق وفي غيرها من بلاد المسلمين مدعاة للعمل للأخذ بناصية الحق و حفز الضمير المتوافق مع أهداف الأمة للملمة جراحاتها كما يجب على العامة عدم الانسياق لدواعي الفتنة ودعاتها أفراداً وجماعات لتكون الدعوة إلى الحق والصلاح والتعاون هي شعار الجميع .