18 سبتمبر 2025
تسجيللم أشارك الليبيين الذين فرحوا بقرار محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ومدير استخباراته السنوسي لسبب بسيط جداً وهو أن توقيف هذا الدكتاتور ومحاسبته وتقديمه للمحاكمة هو قرار الشعب الليبي لأن هذا الشعب جدير بمحاكمة جلاديه وهو الذي يعرف الحقائق ويعرف الجرائم التي ارتكبها هذا النظام وأعوانه وتنفيذ العقوبة بحق هؤلاء الذين سفكوا دماء الشعب هي مسؤولة هذا الشعب وهذا الشعب قادر على ملاحقة واعتقال ومحاكمة هؤلاء تماماً كما حدث في ثورة تونس وثورة مصر سيقول قائل إن الوضع الليبي يختلف عن وضع تونس ومصر لأن القذافي أعلن حرب الإبادة ضد شعبه وهذا صحيح وأيضاً الدكتاتور الهارب زين العابدين بن علي والرئيس المخلوع حسني مبارك أعلنا الحرب على شعبيهما لكن الجيش الوطني في هاتين الدولتين رفض أن ينفذ أوامرهما بينما القذافي استعان بالمرتزقة وبعض فلول الجيش التابع له لسفك دماء شعبه مما دفع بعض الدول العربية إلى دعم مشروع تدخل الناتو لحماية المدنيين وكذلك دفع الشعب العربي لتأييد هذه الحملة العسكرية ضد هذا البلد العربي ولكن على ألم ومضض ومرارة لأن الشعب العربي يرفض الاستعانة بالأجنبي ولكن ما العمل إذا أغلق القذافي كل أبواب الرحمة لشعبه والنظام العربي الرسمي عاجز عن حماية الشعب الليبي وهذا يذكرني بقول الشاعر المتنبي: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بد والسبب الثاني بعدم فرحتي بقرار محكمة الجنايات الدولية لأن هذه المحكمة ترى بعين واحدة فقط ولا ترى بعين الحقيقة فقد بدأت بمذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بدعوى ارتكاب جرائم حرب في دارفور بينما الحقيقة عما حدث لم تتأكد ولم توثق بأدلة دامغة وهذا يعني أن قرار هذه المحكمة بحق الرئيس السوداني جاء لخدمة أهداف سياسية لخدمة مصالح الغرب أما جرائم القذافي بحق شعبه فقد أعلن عنها العقيد نفسه عندما قال سنلاحقهم أي الشعب من بيت إلى بيت ومن دار إلى دار ومن زنقة إلى زنقة وأكد ذلك نجله كذلك وفعلاً ترجم هذا التهديد عندما استخدم الطائرات والدبابات في قتل شعبه مما يؤكد أنه ارتكب جرائم وجنايات وهذا بحد ذاته يجعل من اعتقاله ومحاكمته أمرا منطقيا ومطلوبا ولكن كنت أتمنى أن ينفذه الشعب الليبي لا أن يصد من هذه الجهة الدولية أي محكمة الجنايات الدولية التي تفتقد المصداقية والموضوعية والحيادية ولو أنها كانت عادلة وتنظر إلى الجنايات الدولية بعين واحدة لكان هذا القرار يستحق منا الإشادة والتأييد أما وأنها تتجاهل الجنايات الكبرى التي ترتكب بحق الشعوب الأخرى وتختار بعض الجنايات فإنها لا تستحق الاحترام ولعل الجنايات الكبرى التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب العربي سواء في مصر أو الأردن أو لبنان أو سوريا أو فلسطين كافية لتقديم هذا العدو وعصابته للمحكمة الدولية وهذه الجنايات لا حصر لها من مذبحة مدرسة بحر البقر بمصر وانتهاء بقتل حوالي 1600 فلسطيني بالرصاص المسكوب عندما اعتدى هذا العدو على قطاع غزة عام 2008 وأغلب الشهداء من النساء والأطفال مروراً بمذبحة دير ياسين وصبرا وشاتيلا بلبنان ومذابح جنوب لبنان وأغلبهم من الأطفال والنساء، كذلك لم تر عين محكمة الجنايات الدولية تلك الجنايات التي ارتكبها المجرم جورج بوش والمجرم توني بلير بحق الشعب العراقي وهنا لا أتحدث فقط عن قتل مليون ونصف المليون مواطن عراقي وتشريد حوالي ستة ملايين وإنما سأشير إلى جناية واحدة وهي ماثلة أمامنا تلك الجناية باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ومنها الفوسفور الأبيض في تدمير وقتل أهل الفلوجة عام 2003 و2004 ولعل أبشع مظاهر الجناية يمكن مشاهدتها لمن يريد بالصورة عند فتح المواقع الإلكترونية ويرى أطفال الفلوجة المصابين بالسرطان والتشوهات الخلقية نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً وهنا أطلب من المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية السيد لويس اوكابو أن يطلع من خلال هذه المواقع على صور أطفال الفلوجة وبعدها إذا كان عادلاً عليه أن يحكم هل يستحق المجرم جورج بوش ومعه توني بلير أن تصدر مذكرة اعتقال بحقهما أم لا ومعهم العملاء والخونة الذين جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية والبريطانية لهذا من حقنا أن نسأل أين محكمة الجنايات الدولية من هذه الجنايات؟!