19 سبتمبر 2025
تسجيلتسبب حادث مفاعل فوكوشيما الياباني في مارس الماضي في توقف عدد من المفاعلات النووية اليابانية عن الإنتاج. كما شمل الأثر بلدانا أخرى حيث أوقفت ألمانيا العمل في سبعة مفاعلات بها لمراجعة إجراءات أمانها. ووصل الأمر إلى إعلان المستشارة الألمانية ميركل التخلي التدريجي عن الطاقة النووية عام 2022. كما رفض الإيطاليون برنامج رئيس الوزراء برلسكوني لبناء أربعة مفاعلات جديدة. وتصاعدت دعوات أنصار البيئة في بلدان أوروبية للتخلي عن الطاقة النووية والاتجاه لمصادر الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وطلبت الإمارات من الشركة الكورية التي تعاقدت معها لبناء أربعة مفاعلات مراجعة إجراءات الأمان. وأجلت مصر بدء برنامجها النووي إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وتشير خريطة المفاعلات النووية بالعالم وحتى نهاية يونيو الماضي إلى وجود 441 مفاعلا عاملا في ثلاثين دولة. معظمها دول غربية. بحيث لا توجد مفاعلات في دول أمريكا الجنوبية سوى في الأرجنتين والبرازيل. وفي دول إفريقية سوى في جنوب إفريقيا. كما لا توجد مفاعلات في دول إسلامية عدا باكستان فقط. وحوالي ربع عدد المفاعلات في أمريكا بنصيب 104 مفاعلات، تليها فرنسا بنحو 58 مفاعلا ثم اليابان 51 مفاعلا، وروسيا 32 مفاعلا وكوريا الجنوبية 21 مفاعلا. بينما يوجد مفاعل واحد في هولندا وأرمينيا وسلوفينيا. ورغم هذا العدد من المفاعلات فإن الطاقة النووية لا تساهم سوى بنسبة 2ر5 % من إجمالي استهلاك الطاقة بالعالم. وجاءت بالمركز الخامس بين أنواع الطاقة التي تقدمها البترول بنسبة 6ر33 %، والفحم 6ر29 % فالغاز الطبيعي 8ر23 % والطاقة المائية 5ر6 %. وتختلف نسب اعتماد الدول على الطاقة النووية بين موارد الطاقة بها تتقدمها فرنسا بنسبة 38 % من كل الموارد. تليها السويد بنسبة 26 % وسويسرا 21 %. بينما تتدنى النسبة إلى 2 % بالأرجنتين والتي تعتمد أكثر على الغاز الطبيعي، ولأقل من 3 % بجنوب إفريقيا التي تعتمد أكثر على الفحم. ورغم تعدد استخدامات الطاقة النووية ما بين توليد الكهرباء وتحلية المياه والاستخدامات الصناعية. فإن استخدامها في توليد الكهرباء هو الشائع أكثر لكونها طاقة نظيفة غير ملوثة للبيئة كما هي الحال في حالة استخدام المازوت والسولار. حتى بلغت نسبة الطاقة النووية في توليد الكهرباء بفرنسا 74 % من بين أنواع الطاقة لتوليد الكهرباء بها. ومن هنا زاد إقبال الدول لإنشاء مفاعلات نووية. حيث يوجد حتى يونيو الماضي 60 مفاعلا قيد الإنشاء، في 13 دولة معظمها في الصين للإسهام في تقليل التلوث الناجم عن كثرة استخدام الفحم، ولقد دخل الخدمة خلال العام الماضي خمسة مفاعلات في الصين وروسيا والهند وكوريا الجنوبية. ومن المخطط له دخول 13 مفاعلا جديدا للخدمة خلال العام الحالي ثلاثة منها بالهند، إلى جانب مفاعلات في الصين وروسيا وكوريا الجنوبية والأرجنتين وإيران. و13 مفاعلا خلال العام القادم خاصة في روسيا والصين وكندا. و12 مفاعلا خلال عام 2013 سبعة منها بالصين. و14 مفاعلا في 2014، عشرة منها بالصين واثنان باليابان ومفاعلان بروسيا. و17 مفاعلا في 2015. ويلاحظ قلة المفاعلات الجديدة في أمريكا والتي توقفت عن بناء مفاعلات لحوالي 27 عاما بعد حدوث مشاكل عام 1979 في مفاعل بنسلفانيا. حيث اقتصر نصيبها خلال السنوات الست القادمة على مفاعل واحد ونفس الأمر لفرنسا، كما لا تكاد تظهر غالبية الدول الغربية على خريطة المحطات الجديدة خلال السنوات الست القادمة. وهناك 155 مفاعلا نوويا مخططا له في 27 دولة معظمها بالصين بنحو 52 مفاعلا. والهند 18 مفاعلا وروسيا 14 مفاعلا واليابان 10 مفاعلات. وتضم تلك القائمة من البلاد العربية الإمارات العربية بنحو أربعة مفاعلات وهناك مفاعل واحد في كل من مصر والأردن. مع الأخذ في الاعتبار إصرار الدول الغربية على عدم قيام الدول العربية بإنتاج الوقود النووي أو تخصيب اليورانيوم. ومن البلاد الإسلامية يخطط لإنشاء 4 مفاعلات في تركيا، ومفاعلين في كل من إيران وباكستان وبنجلاديش. كذلك توجد اقتراحات لإنشاء 338 مفاعلا في 27 دولة، معظمها بالصين بنصيب 115 مفاعلا و30 في روسيا. ويعد اتجاه الدول الغربية إلى تقليل اعتمادها على الطاقة النووية في صالح صادرات الوقود العربية. خاصة صادرات الغاز الطبيعي الأقل تلويثا للبيئة وهو ما تحرص عليه الدول الغربية. مع الأخذ في الاعتبار أن الاتجاه إلى أنواع الطاقة المتجددة كبديل، يحتاج لعدة سنوات حتى تساهم بشكل جدي في تغطية الاستهلاك من الطاقة. mamdouhec @maktoob.com