13 سبتمبر 2025
تسجيلعلى أرض قطر الخير والعطاء عاش الكثير من العلماء ورجال الدين البارزين والنوابغ، الذين اخلصوا لله، وكانوا من النماذج التي نفخر بها على الدوام، حيث اعطوا كل ما يملكون من جهد، وساهموا في نشر الوعي وتثقيف الناس بقضايا دينهم ودنياهم، وجمعوا بين الاصالة والمعاصرة دون تكلف او تزمت، بل جعلوا من الانفتاح على الاخر ركيزة اساسية في ايصال رسالة الاسلام الصحيحة والفريدة. ويعد هاشم المشهداني: ابرز الدعاة الذين برزوا داخل قطر خلال العقود الماضية، عبر نشر الدعوة وتوعية المجتمع بمفاهيم الاسلام التي نفتقد طريقة نشرها في هذه الايام، حيث يتعرض الاسلام الى هجمات شرسة من قبل اعدائه، سواء كان ذلك من خلال المستشرقين من غير العرب أو اعداء الإسلام او عبر وسائل الاعلام العربية والغربية التي شوهت الحقيقة ووصفت الاسلام بأبشع الصفات وصولا لتحقيق مآربهم الخبيثة في ضرب الاسلام والمسلمين بكافة الوسائل المتاحة في هذا العصر. بأنه كان كالسهم المسلط على اعداء الاسلام والمشككين فيه وفي رسالته وصحابته ورسوله الكريم بشكل خاص، كما كان اعلاميا من الطراز الاول، وكان لا يخشى في الله لومة لائم، ولم يعرف عنه الا خوض المعارك ضد المعادين لديننا الاسلامي الحنيف بالحجج والبراهين، لدحض اية شبهات حوله. انه - رحمه الله - كان كثير الانخراط مع اهل قطر والتردد على زيارتهم وإلقاء الدروس الدينية التوعوية لله - عزوجل - دون مقابل، وهذا ما اكسبه حب الناس له والتشوق للاستماع لدروسه، منها تلك الدروس الاسبوعية التي كان يقدمها في مجلس احد اقاربي، وهو خال والدي عليه رحمة الله أحمد بن سعد بن صباح ال بوعفرة الكواري، خلال السنوات القليلة الماضية، ضمن جلساته في مجلسه العامر بمدينة خليفة الشمالية، بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهي دروس لا تخلو من التذكير بسير الرسول والصحابة بجانب الامور الفقهية التي تهم الجميع. يعرف عنه انه يصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تحتاج الى توعية وارشاد، لكي يكون الجميع على وعي بشؤون دينهم وامور دنياهم وصولا الى الحقيقة الغائبة عنهم، وهذا الشيء جعله محبوبا ومقربا من اهل قطر ومن المقيمين الذين يتشوفون دائما الى سماع دروسه، سواء في مجالس اهل قطر او من خلال الاذاعة والتلفزيون او مقابلاته في الصحف القطرية عليه رحمة الله. كان يتلقفها طلاب المدارس ويحرصون على سماعها من خلال النشاط الديني لبعض المدارس القطرية، وهي مهمة كان يتحملها الفقيد الراحل من اجل نشر الدعوة وتوعية ابنائنا، لكي يتشربوا مبادئ دينهم بالشكل الذي يشجعهم على الحرص على تطبيق ما تعلموه منه، وهو جزء من رسالته في خدمة التعليم في قطر التي كان المشهداني احد اركان نشر الدعوة فيها بكل أمانة واخلاص. وعمل الداعية بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، وتقلد بعض المناصب الادارية منها رئاسة توجيه الائمة والخطباء (1998 - 2000) وقسم الشؤون الاسرية بإدارة الدعوة (2000 - 2001)، بجانب ممارسته مهنة الخطابة، حيث كان خطيبا بجامع الريان الكبير. مؤهلاته ومؤلفاته العلمية: وللدكتور هاشم المشهداني بعض الكتب العلمية منها على سبيل المثال لا الحصر: - سلسلة المنهاج الاسلامي (سبعة أجزاء). وبعض المؤلفات المهمة في تأسيس منهج اسلامي متكامل يخدم الدعاة وابناء اليوم، ويسهم في وضع المفاهيم المعاصرة لديننا الحنيف بطريقة سهلة وميسرة. والاسم الكامل للداعية الراحل: هاشم محمد علي المشهداني، عراقي الاصل والمولد، قطري الجنسية، ولد في بغداد عام 1952م، وهو حاصل على العديد من المؤهلات والشهادات العلمية منها: - بكالوريوس في الشريعة والآداب من جامعة بغداد 1974م. - ماجستير من جامعة البنجاب الباكستانية 1986م. - دكتوراه في الاعلام والدعوة من جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية في السودان/ أم درمان. ختاما: الشيخ هاشم المشهداني علامة بارزة في تاريخ العلماء والدعاة الذين عاشوا في قطر، وخدموا دينهم على اكمل وجه، وصولا لإرضاء المولى عز وجل حتى اخر يوم من حياته، وبخاصة في مجال نشر الدعوة الاسلامية بكافة المجالات. ◄ كلمة أخيرة: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ هاشم لمحزونون. "إنا لله وإنا إليه راجعون". [email protected]