11 سبتمبر 2025

تسجيل

احتراااااام

29 مايو 2016

من أجمل ما كتبه الرائع مصطفى محمود عن هجمة البرامج والمسلسلات المخصصة لشهر رمضان الفضيل حديث جاء تحت عنوان (لماذا لا يحترم الإعلام العربي رمضان؟) ((لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلا من شهر روحاني، لست شيخا ولا داعية، ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتي تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان… كنت طفلا صغيرا ناقما على أمي التي منعتني وإخوتي من مشاهدة فوازير بينما يتابعها كل أصدقائي.. ولم يشف غليلي إجابة والدتي المقتضبة "رمضان شهر عبادة مش فوازير!" لم أكن أفهم منطق أمي الذي كنت كطفل أعتبره تشددا في الدين فكيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير لفوازير على شهر رمضان؟)) ومن وجهة نظري الخاصة جدا أن منطق والدته التي أدارت جهاز التلفاز كان منطق احترام أكثر من كونه منطق تشدد، كانت نظرة احترام أكثر من كونها نظرة تدين، فما أن يأتي الشهر الفضيل ويلبسنا ثوب من الروحانية والهدوء والجمال والوقار حتى يأتي الإعلام العربي بكل ألوانه وأشكاله وفوضاه وعشوائيته ليمزق هذا الثوب ضاربا بعرض الحائط بكل معنى للاحترام والذوق والأدب ولا أريد أن أذكر تفاصيل ما يعرض في الشهر الكريم من إعلانات ومسلسلات تحمل لقطات فاضحة يستحي المشاهد أن يشاهدها في الأيام العادية فما بالكم بهذا الشهر ولن أقول البعض منها بل أغلبها ولا أريد أن أدخل في تفاصيل المنظر العام الغالب على الفضائيات من طريقة أغلب مقدمات البرامج في الحديث واللبس والمكياج ذلك المنظر الذي لا يتماشى أبدًا مع الشهر الفضيل والأدهى من كل ذلك أن هذا كله يدخل إلى بيوتنا دون استئذان إذا لم ندير وجه التلفاز للحائط كما قال مصطفى محمود، وتنتشر هذه النظرة للشهر الكريم بواسطة الفضائيات العربية للأسف عاما بعد عام دون رادع فلماذا لا يكون الرادع في كل بيت؟ أعود إلى منطق الاحترام وبالتحديد احترام الشهر الفضيل، نحن على قناعة بأن أغلب الفضائيات العربية نزعت مفردة الاحترام من قاموسها فمن سيتحلى بقليل من الاحترام لهذا الشهر ويقلب شاشة التلفزيون أو على الأقل يحذف بعض القنوات ويكتفي بما يعزز احترامنا للشهر الفضيل.