16 سبتمبر 2025

تسجيل

كشف حساب لوضعنا الراهن

29 مايو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حمل هذا الشهر ملفات مهمة وخطيرة على مستوى الأمة العربية والإسلامية، وكانت المفصل والبوصلة لحركة الاتجاهات الحكومية والشعبية والحزبية والمؤسسات المدنية والقوى الدولية للمرحلة القادمة.فعلى مستوى الحدث الأبرز أظهرت الانتخابات المصرية فشلها الذريع، وبات لائحاً حجم المقاطعة، رغم الاستجداءات المتكررة لأراجوزات الفضائيات، وتماسيح الكتابة، والتمثيل المتكرر بنفس النغمة في كل المنصَّات الإعلامية.في هذا الحدث برزت تسريبات هنا وهناك من جهات عدة، على مستوى فنانين ومخرجين ومذيعين ومثقفين، ترمي بكلماتها التي تطلق بها رصاصة الرحمة على نفسها!في هذه الأجواء يتوقع المراقبون السياسيون السيناريوهات الثلاثة المحتملة الآتية.ولكن قبل ذكر هذه الاحتمالات فإن الجميع يؤكد على أن المسرحية رغم صياح الممثل لوحده في المسرح، وعدم التصفيق له، فضلاً عن عدم الحضور له، يبدو أنه مستمر في قناعته بأنه البطل والنجم العالمي، وإن كان شباك التذاكر هذه المرة اشتراه الأمريكان والأوروبيون، أي أنهم، كما يقول المراقبون، سيباركون سريعاً النتيجة المحسومة، هذا على المستوى الدولي البعيد. أما على المستوى الدولي القريب فرغم الضغط على الاتحاد الإفريقي للقبول بشرعية النتيجة، إلا أن الرفض العام هو الراجح؛ نظراً لتخوف العديد من الدول من مباركة الانقلابات التي تعاديها وترفض استنساخها، مما يعني بقاء الخلخلة السياسية الدبلوماسية التي لها بعض التداعيات.وبالعودة للسيناريوهات المحتملة؛ فأولها: السعي نحو المصالحة بلغات مختلفة مع القوى السياسية المصرية، وهذا من الممكن طرحه في ظل الخسارة الشعبية الفادحة، إلا أنه من الراجح لدى المراقبين استبعاده، لأن عقلية العسكري الانقلابي لا تتجه لذلك، ولا القوى ستنتصر لهذه الحالة والمقترح، لأنها ترى فرصة الضعف من الخصم هي مكمن القوة لها.إلا في حال كانت المصالحة نابعة من توقع خسارة أخطر للقوة العسكرية الحاكمة، شريطة ضمانات تخصها قبل غيرها.أما الاحتمال الثاني، فهو المزيد من الضغط السياسي، والقمع الأمني، ويرجح بعض المراقبين من خلال بعض التسريبات عن احتمال كبير لإعدام عدد من القيادات في صفوف الإخوان، لكسب أمرين، أحدهما: إقناع الرأي العام أن المواجهة كانت مع الإرهابيين، وأن التهم بالقتل والإرهاب وتكدير السلم العام وخلافها من المهازل كانت مبررة وقانونية.أما الغرض الثاني، فهو إدخال البلد في حالة من الرعب؛ لتيسير الضغط الأمني، ومواجهة التظاهرات في كل اتجاه بالقوة المفرطة. أما الاحتمال الثالث، فهو المزيد من التدهور الاقتصادي، وردة الفعل الشعبية، بعد كل حماقة وقمع، مما يعني التراجع في مجالات عديدة؛ لحين العودة للديمقراطية المرضية بشكل أو بآخر.وفي ذات الملف فإن الحراك المدني للقوى المختلفة يتجه كما هو واضح للمراقبين نحو دورها الحيوي والجديد، وهو التكتيك بخطى أكثر وعياً للمرحلة، ومطالبات أكثر موضوعية، مع توجيه الشارع الحر للصبر فترة طويلة نوعاً ما، وتنويع سبل الاعتراض السلمي، وليس غير السلمي، ليُحِقَّ الله الحق، ويُبطلُ الباطل.وأياً كان الأمر؛ فإنَّ لله حِكَما وسُنَنا، ونرجوه أن يحفظ مصر وأهلها، ويقدر لها الخير حيث كان.في مثل هذا المناخ اشتغل الرأي العام الأسبوع الماضي بمحاولة الانقلاب (الحفترية) في ليبيا. ولعل مما يجدر التذكير به أن الثوار الليبيين اقتنعوا بنصائح وجوب بقاء السلاح لدى الثوار، مع التنسيق مع الحكومة المنتخبة، مع فتح العين جيداً. ولعل هذا يبين لنا مقدرة الثوار وبالأخص في (مصراتة) على كشف تحركات (حفتر)، ومعهم إخوانهم في (بنغازي) وبقية المدن، الذين كانت توقعاتهم ورصدهم أسبق لمحاولة الانقلاب، والتي كانت تنتظر تتويج (زيدان) الموجود في القاهرة حالياً، وهو (الدينمو) الذي كان يشرف وينسق عملية إقلاع طائرات القصف من المدينة التي هو فيها على بلده ليبيا بمباركة الصديق المشترك العسكري!!والاحتمال قائم طالما وجد (التمويل السخي)، لأن يعود (حفتر) الموجود، كما يقول المراقبون على الحدود الليبية المصرية، بخداع جديد، وقصف جديد.لكن الأمر سيتم كسبه إيجابياً طالما ظل الوعي قائماً، وتعاضدت القوى الثورية الإسلامية خصوصاً، واستثمر العقلاء هذا الواقع، وهي الفرصة لقوتهم وبقائهم للحق، ومضي مشروع التنمية في البلد.في ظل هذا الجو المشحون كانت البادرة الحسنة والإيجابية في (المصالحة الفلسطينية) التي أزعجت قوى دولية متعددة، وهي الخيار الذي كان لابد منه على مستوى قيادة الدولة في الضفة التي تقزمت خياراتها، وصرح بدواعيها الحقيقية (أبو مازن) أمام بعض قيادات غزة، أو على مستوى حكومة غزة التي تضررت اقتصادياً، خاصة بعد هدم أكثر الأنفاق، وزيادة البطالة. ومما يحمد في هذا الملف وعي القادة الفلسطينيين لمشروع المقاومة، الذي كان محوراً في نوعية محدِّدات المصالحة، والرضا بشروطها.بيد أن من المفارقات أن (حزب الله) اللبناني الذي كان داعماً بوجه أو بآخر (للمقاومة الفلسطينية) التي وقفت بحكم مبادئها مع الثورة السورية، نجده -حزب الله- لا يزال ماضياً في دعمه العسكري واللوجستي للبعث السوري.ورغم بعض التطورات في القضية السورية، إلا أن (حزب الله) اتجه بقوة لإبقاء الشريط العَلوي (اللاذقية - حمص) لقطع المدد عن القوة السنية من جهة (طرابلس)، وضمان نفوذه وإمداداته. وفي ظل التململ في بعض صفوف (حزب الله) لخروج قادته عن سبيل المقاومة، إلا أن التعبئة ما زالت قائمة بين صفوفه، مع التخطيط الجديد لتحالف (حزب الله) مع (المارونيين) لكسب ثلث المقاعد الحكومية بطريقة أو بأخرى، أي احتمالية الخسارة السورية، مما يعني الاتجاه لقوة الداخل أكثر من ذي قبل.في هذه الأجواء تكون الفرصة قائمة للثوار السوريين لمزيد تماسك وانسجام وتلاحم، وأهمية وجود قيادات جادة وواعية وصادقة، لرص الصفوف وحسن توجيهها، وهي كفيلة بحسم الأمر، رغم الترتيب العسكري الذي صرح به أحد المسؤولين الأمريكيين ببقاء الأزمة السورية سبع سنوات قادمة.وحلحلة الأمر من عدمه، قائمة بعد (قدرة الله) على الجبهة الثورية الداخلية، وهي في الوقت نفسه فرصة لإغراء الدعوة السنية في لبنان للملمة أمرها، وكسب الموقف الذي سيقوى، لو ساندها بعض قادة المسلمين. والغرض قطعاً ليس الاتجاه الثوري الداخلي، بقدر ما هو إحداث الموازنات، والوقوف وقت الحاجة مع الحق وأهله.ولعل من المثير في هذه الأجواء أن يتجه رجل رغم كل مكانته الشعبية وكلاسيكيته الطاغية، لترك الدنيا وحطامها، ونصرة قضية سوريا بعيداً عن التكتيكات والتنبؤات. إنه الفنان (فضل شاكر) أو المجاهد (فضل شاكر) الذي يؤكد الثوار وجوده هذه الأيام معهم مقاتلاً في سوريا مع الأحرار، وإنا لنتمنى له حسن العاقبة، وإن كانت بعض الأنباء من هناك تخبر باستشهاده في معركة قبل يومين. ومهما تكن دقة الخبر؛ فإن ساحة الخبر كافية لكشف وضعنا الراهن.