16 سبتمبر 2025

تسجيل

الإعلام الجديد وقضايا المجتمع

29 مايو 2013

احدثــت وسائــل الإعلام الجديد ثـورة في المحتـوى الإعلامي وذلك من خلال خفض مستـوى الاحترافية المطلوب للإعداد، حيث أصبح بالإمكان قيام الهواة بإعداد ذلك المحتوى دون حاجـة إلى التعقيدات الاحترافية اللازمة في المؤسسـات الإعلاميـة التقليدية، وصـار الإعــلام الجـديد، وخصوصاً شبكات التفاعل الاجتماعيِ، مثل (تويتر) أحد أهــم وسائل صنـاعة الوعي، بمعـنـاه الإيجابيِ أو السلبيِ في زمننا المعاصر، وخاصـة لـدى الشــباب الــذي يشكـل النسبـة الأكبر من جمهور مستخدمي الإنترنت ووسائل الإعلام الجديد، حيث ان الشبكات الاجتماعية مثل «تويتر» ليست مجرد أداه تتيح للمستخدمين نشر تعليقاتهم الشخصية ومشاركة الآخرين بها، ولكن أصبح لكثير من المستخدمين منصه لنشر الأخبار، فعلى سبيل المثال نشر الملياردير السعودي الأميــر “الوليد بن طلال” هذا الشهر تغريدة على حســابه الرسمي في مــوقع “تويتر”، اعتـبر فيهــا أن حجب وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية “حربا خاسرة”. وقال الوليد في تغريدته، التي لقيت تفاعلاً من مستخدمي "تويتر" ونالت عددًا كبيرًا من عمليات "إعادة التغريد" رتويت، عزيزتي هيئة الاتصــالات: وسائل التواصــل الاجتمــاعي أداة للشعب لإسماع صوته للقيادة، واعتبر الوليد أن مجرد التفكير في حجب هذه الوسائل هو حرب خاسرة، وضغط على المواطن. هذا وان حجم انتشار (تويــتر) كاف للحكم على مــدى تأثــير الإعلام الجديد على المجتمعـات الإنسانيَة في عصرنا الحالي، إلا أن هناك العديد من المؤشرات الأخرى التي توضح عمـق تأثير وسائط الإعلام الجديد على الحياة في العالم العربي والإسلامي وفي عموم المجتمعات الإنسانية. وعلى سبيل المثال عندما القى تصريح أدلى به الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسعودية، الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، ضجة بين مســتخدمي وسائــل التواصل الاجتماعي، عندما قال آل الشيخ إن من يجعل مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مـوقع "تويتر" دليلًا له خسر “الدنيا والآخرة”، وأن تويتر أصبح سبورة من لا سبورة له. وقال آل الشيخ إن هناك فئات تسعى إلى إيجــاد الإحبــاط في نفوس الناشئة والتأثير في الأفراد البسطاء. وقفة أخيرة: ان (تويتر) رغم انتشاره وشعبيته ودوره الكبيــر في نقل الأحداث، لعب بعض الأدوار السياسية المهمة بالعالم خــلال السنوات القليلــة الماضية، فإنــه يبقى نوعا من الإعلام الجديد (غير المسؤول). حيث انه يفتقد في أحياناً كثيرة إلى المصداقية، كما أنه أصبح ساحة لصنع وترويج الشائعات فانتحال الشخصيات العامة والشهيرة نشاهده يومياً، ونقل الأخبار غير الدقيقة يحدث على مدار الساعة. دعوة: ادعوكم للبحث في سبل تعظيم إيجابيات هذه الوسائط، والتقليل من تأثيراتها السلبية على شبابنا العربي والإسلامي، والتي من بينها الغزو الفكري.