04 أكتوبر 2025

تسجيل

الجذور العربية الإسلامية للرأسمالية

29 مايو 2013

تاريخ العرب والمسلمين يروي هزيمة بلاط الشهداء, وتاريخ الغرب يروي نصر مارتل المطرقة, ولكن ما هو واضح أن هذه الهزيمة أو النصر , كانت سببا لدخول أوروبا عصر الظلمات , فلو دخل العرب والمسلمون إلى أوروبا , لما تم التوافق بين الكنيسة ومارتل ليتم التعاقد بينهما على أن الملك لآل مرتل والكنيسة تسود , فمن شارلز المطرقة لابنه بيبن إلى شارلمان أخذ الشرعية من الكنيسة ليصبح أولا الملك على الفرانكة ثم الامبراطور في روما عندما أنقذ البابا وقام البابا بتنصيبه كامبراطور, وهكذا استمر التوافق والتعاقد بين ال شارلز وابنه بيبين وأحفاده خاصة شارلمان, وهذا أعطى الكنيسة الحق والنفوذ التي تحاج من أجل تجميد أوروبا لقرون , وإدخال أوروبا عصر الظلمات , وأخذت على عاتقها كبت كل شيء من العلوم إلى الفن إلى كل شيء, وانتظرت أوروبا لحين الحروب الصليبية لكي تطلع على ما كان يدور في العالم العربي والعالم بشكل عام , ففتح لها أبواب الاجتهاد والتفسير ووضع العقود, مما مهد لتطور الاقتصاد وخاصة الاقتصاد الراسمالي, وتحرر التجارة والمعاملات والتوكيل والتسليف والمبادلات التجارية, كل هذا حدث بعد أن اطلعت أوروبا على ما يدور في العالم العربي الإسلامي, ولو كانت قادرة على الاطلاع قبل ذلك بحوالي أربع مائة سنة, بإمكانك تخيل وضع أوروبا الآن ولكن مارتل منع ذلك في معركة بلاط الشهداء, ما يعتبره الغرب نصرا مؤزرا كان بلاشك تأخير نهضة أوروبا لعدة قرون, لقد كنت أنظر لمعركة بلاط الشهداء , كأحد المعارك المهمه التي غيرت سيرة التاريخ الإسلامي العربي , بشكل سلبي , وكنت أعتبر أن الغرب كان ينظر لتلك المعركة على أنها السبب في عدم فقدان وجوده, ولكن وبعد رؤية إثر انتصار مارتل على أوروبا , وما حدث بعد نصره من اتفاق مع الكنيسة وترك الكنيسة لتتحكم في أوروبا , وإبرام ذلك التعاقد الغير القدسي, تبين لي إلى أي مدى خسرت أوروبا بسبب نصر معركة بلاط الشهداء, فالعلاقة بين بلاط الشهداء والحملات الصليبية أقرب بكثير مما يعتقد البعض , بل قد لا يرى البعض أي علاقة, ولكن نصر مارتل في بلاط الشهداء انتج أوروبا المتعصبة, والتي ولد الحملات الصليبية, فما تبع نصر مارتل هو التوافق بينه وبين الكنيسة والتي عملت مع العائلة لتنصير أوروبا من الساكسون الألمان إلى المبارد , وتبع ذلك التردي في الأندلس ومحاكم التفتيش والتي وليس بالصدفة من صناعة البابا قريقوري والذي دعم شارلز المطرقة وأعطاه لقب ملك أي الشرعية على ملوك المورفنيجيين , ولكن اللقب اسبغ على بيبين ابن شارلز المطرقة, ولذلك فإن دور أل شارلز بدا وآل شلدرك انتهى , وبدأت محاكم التفتيش وعصر الظلمات في أوروبا , لذلك فإن ما يعتبر هزيمة للعرب والمسلمين آخر أوروبا على الأقل ثلاث إلى أربع مائة سنة حتى تمكن الأوروبيون من دخول الشرق بسبب تقاعس العرب والمسلمين وعدم اهتمامهم والاقتتال بينهم , أي كما حدث في الأندلس, وتحالف البعض مع الصليبيين ضد إخوتهم العرب والمسلمين, ولكن استفاد الصليبيون من قدرة العرب المسلمين على وضع أسس العاملات والتبادلات التجارية والتسليف وغيرها مما قلده أهالي المدن التي كانت على اتصال مع الوطن العربي, ثم دخلت أوروبا عصر التنوير , وغرق العرب والمسلمين في متاهة استمرت قرون , وما هزيمة العرب في بلاط الشهداء إلا إيذانا بأن المد العربي الإسلامي قد بلغ أوجه وأن تراجعه أصبح مجرد وقت , ونحن اليوم نعيش تراجع الغرب كما تراجع العرب والمسلمون قبل عدة قرون , وتلك الأيام نداولها بين الناس , ولولا تزاحم الخلق وتدافعهم لهلكة البسيطة , والعبرة بالقدرة على البناء والتعمير ولذلك خلق الإنسان, والاقتصاد على رأس وسائل التعمير ولذلك أهميته.