13 سبتمبر 2025

تسجيل

التشريح الميتافيزيقي (7)

29 أبريل 2021

تمت إثارة تساؤل، كيف تؤثر صدمات الطفولة على مستقبلك وحياتك؟، وهل فعلاً أن ما حصل معنا في طفولتنا يؤثر على مستقبلنا؟، أي أن صدمة أو موقف يمر معنا في طفولتنا سواء كما مدركين له أم لا يقوم عقلنا اللاواعي بتخزينه ويربطه مع المشاعر التي نشأت أثناء ذلك الموقف وردة الفعل التي قمنا بها حينها دفاعاً عن أنفسنا. وهل هناك تاريخ انتهاء لصدمات الطفولة، الجواب إنه ما دامت الصدمة مخزنة في اللاواعي فهذا يعنى أنه لا يوجد تاريخ انتهاء لها وسوف تستمر في تأثيرها مهما بلغت من العمر عتياً، فهي ما زالت تلعب دورها وتنتظر اللحظة المناسبة والمحفز لتظهر على السطح، إما بموقف مشابه أو بشخص حدث له نفس موقفك بالضبط، وغيرها من مواقف النكش التي يمكن أن تظهر فيها الصدمة. وبعد ظهورها إما أن تعرف كيف تتعامل معها أو تقوم برد فعل نفس ردة الفعل الأولى التي فعلتها عندما كنت صغيراً، ويتكرر الموقف وتستمر دورة الصدمة ولا تكتمل وهذه الصدمة تتخزن في جيناتنا وتؤثر لاحقا على تركيبتنا الجينية، وبالتالي تنتقل للأجيال اللاحقة لنا، فاعتقادك أنك نسيتها أو تناسيتها لا يحلها بل من المهم معرفة أن جسمك تخلص من تأثيرها المشاعري. كيف أعرف أنني قد تخلصت من تأثيرها المشاعري؟، الجواب عندما يقل أو يختفي الضغط العصبي من الجسم وتكون ردة فعل الجديدة غير مشابهة للقديمة، ولا تظهر المشاعر السابقة في مواقف مشابهة، وذلك باستخدام أي تقنية من تقنيات العلاج بالتشريح الميتافيزيقي التي بالإمكان تعلمها أو طلب مساعدة متخصص للمساعدة أكثر على التحرر والتشافي، ولكن يجب الوعي إلى أي شخص يطلب منك إعادة تخيل الموقف وإعادة اختباره، فهذا يحفز لديك الكثير من آثار الصدمة واسأل دائماً نفسك: ما الذي احتاجه للتحرر من هذه الصدمات وتأثيرها؟ وكن واعياً للرسائل التي تظهر لك. مثال الطفل عندما كان صغيراً ويريد لفت الانتباه والاهتمام من قبل الأم، والأم في حالة انشغال دائم مما يضطر الطفل لكسر أو تخريب أي شيء بالمنزل لجذب الانتباه فتكون ردة فعل الأم المعاقبة والتوبيخ بالضرب أو الحبس، وبعدها عندما يكبر الطفل يرتبط لديه الاهتمام بالأذى، فالشخص الذي يأذيني هو الذي يهتم بي، ويتصرف على هذا الأساس بطريقة لا واعية منه، والتي ترتبط بعقله اللاواعي، ففي حال أنه لاحظ بعد كبره أنه ينجذب لكل شخص يعنفه ويأذيه بدافع الاهتمام والحب فهو هنا تعرض بما يعرف بالانفصال الفكري للصدمة (متلازمة ستوكهولم) تعاطف المخطوف مع الخاطف أو بالمثل العامي القط اللي يحب خناقه. خاطرة،،، أجسامنا تتحدث عبر إصدار الآلام في مناطق معينة فهل نستمع لها؟ انتظروني في مقال لاحق الخميس القادم دمتم بمحبة وسعادة. [email protected]