10 سبتمبر 2025

تسجيل

مجرد رأي (2)

29 أبريل 2020

لأول مرة في تاريخ الإنسانية في العصر الحديث ينزوي الكائن الأجمل بين جدار منزله . ولأول مرة تصدر القرارات عبر خريطة الكون بأن هذا الوباء يحصد الأرواح في عصر غزو الفضاء . لا يفرق بين جنس أو عقيدة أو لون .. وأصبح مصير الإنسانية معلقاً بحلم قد يتحقق وقد يطول . هنا لابد من التساؤل هل يعيد العالم حساباته مرة أخرى ؟ ماذا لو استمر هذا الوباء في حصد الأرواح لفترة أطول ؟ . بعد عام من الآن .. كيف يكون واقع الحال .. هذا الطرح ليس من باب التنجيم أو قراءة الغيب . ولكن نظرة إلى واقع هذا الكون . بلا شك أصبحنا نحن كأمة في بياتنا الشتوي وقد يطول .. وبوادر الأزمات قد أصبح بادياً للعيان . هروب العاطلين عن العمل في أوروبا وعودتهم من دول المهجر إلى الوطن الأم . وما سيحدثه من آثار قد تفجر ما كان مسكوتاً عنه . وهؤلاء يقدمون أوراق اعتمادهم عبر الأمراض والأوبئة لمجتمعهم ويظهر على السطح ما كان مخفياً . هذا الوباء يعري واقع المجتمع العربي بلا شك . سيطفو أعلى السطح الدعوات البغيضة وإن ظهرت بوادرها الآن .. بدءاً بالنظرة الإقليمية الضيقة . وعدم استعداد العديد من الدول العربية في مواجهة كل الامراض والاوبئة . هل بإمكان بعض الدول العربية احتضان مهاجريها وايجاد الايواء والعمل وهل سيساهم الآخر في رفع الضائقة عنا وهم أحوج ما يكونون الى الدعم بعد أن انهارت الكيانات في اوروبا . واصبح الكون يتحرك ضمن خريطة جديدة وقوتين تتمثلان في الصين وأمريكا . وقد يكون شريكا وأن كان بدرجة أقل روسيا !! هذا الوباء قد عرى واقعنا العربي . فهل سيكون لبعض الكيانات العربية بعد عام من الآن دور واقعي وحقيقي . في خلق مراكز للبحوث والدراسات ؟ هل سيكون لبعض الكيانات دور في إعادة اللحمة إلى واقعنا العربي في ظل التشتت أم أن هذا هو الإطار الأمثل لأمة تحتويها اللغة والدين.. الخ . وهل سيظل الآخر هو من يقرر مصيرنا كالعادة ؟ نعم هذا الوباء قد وحد الانسانية . وأصبح الخوف مرتبطاً بالإنسان .. وان كانت الاصوات النشاز تغرد في بعض المجتمعات ولا تشكل مقياساً . ولكن في ظل العجز عن احتواء الازمة لابد وان تعلن رفضها .. فهل سيكون القادم بعد عام واحد اكثر تأثيراً . هل سيتم بناء المستشفيات والملاجئ والتفكير في صناعة الدواء . والتفكير الجديد في خلق صناعات تكميلية واقلها عدم استيراد الكمامات والقفازات . والاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية . أعتقد ان هذا الأمر بعيد المنال . ليس فقط لأننا جبلنا على هذا . ذلك اننا عبر وهم قاتل اعتقدنا اننا سادة العالم . ومحركها عبر خيرات تنبع من باطن الأرض .. حتى اكتشفنا أخيراً . أن سعر "كيس البصل" أغلى من برميل النفط . سيأتي عام آخر .. وسيزداد بياتنا الشتوي . سوى أغنية ساذجة المعاني يترنم بها مطرب عبر مذياع إذاعاتنا . د. حسن رشيد