16 سبتمبر 2025

تسجيل

بمناسبة حلول الذكرى الـ 75 للانتصار في الحرب العالمية الثانية

29 أبريل 2020

في شهر مايو من هذا العام يحتفل كلّ العالم بمناسبة هامة - الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لنهاية الحرب العالمية الثانية. وتعتبر هذه المناسبة عيدا كبيرا ويوما لكرامة الوطنية لروسيا وذكرى من قدّموا أغلى التضحيات وساهموا مساهمة حاسمة في هزيمة ألمانيا النازية وحرّروا مع الحلفاء أوروبا والعالم كله من النازية. إن الحرب العالمية الثانية التي لم يسبق لها مثيل من حيث نطاقها وقسوتها كانت مأساة كبيرة لشعوب أوروبا وآسيا والعالم بأسره، لمن تجرّأوا ووقفوا في طريق النازية. ولقد انعكس هذا التهديد لمبادئ الحضارة الأساسية على ثمن الجهود الهائلة المشتركة والتضحيات الكبيرة. لقد غيرت الحرب مسار التاريخ العالمي ومصير الناس وخريطة العالم. وتحمّل الاتحاد السوفييتي وطأة الضربة، ودارت على أراضي بلدنا المعارك الحاسمة للحرب العالمية الثانية بأكبر عدد من القوات والمعدات المشاركة فيها. وكنتيجة منطقية، كان الجيش الأحمر صاحب الكلمة الأخيرة والتي تمثلت بالانتصار في الحرب ضدا ألمانيا النازية. وليس هناك أي شك أنه في وجدان المجتمع الدولي ما زالت حية الذكرى للعواقب الرهيبة لتلك الكارثة العالمية. قبل 75 عاما، تمكّن المشاركون في التحالف المناهض لهتلر من التفوّق على الطموح والخلاف، ومن توحيد القوى لهزيمة عدو مشترك وتدمير أيديولوجية النازية. بعد مرور بمعاناة وموت ملايين الناس أدرك المجتمعُ الدولي الحاجة الملحة لإنشاء نظام للأمن الجماعي الدولي وآليات موثوقة لضمان السلام. لقد أدى انتصار أعضاء التحالف المناهض لهتلر إلى إرساء أسس النظام العالمي لما بعد الحرب على أساس الأمن الجماعي والتعاون بين الدول ومهد الطريق لإنشاء الأمم المتحدة. التفاعل الجماعي مهم ومطلوب بالأخص في الظروف الحالية عندما يسعى المجتمع الدولي إلى التصدي بصورة فعّالة للتحديات المتعددة في عصرنا. ويجب على الأمن الحقيقي أن يكون مبنيا على أسس المساواة ويقع على عاتق الجميع وغير قابل للتجزئة، ولضمانه أن يتم بشكل جماعي على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة. إن أهمية استخلاص دروس الماضي كبيرة وخاصة في ظل صعوبة الوضع الدولي الحالي المتمثلة بارتفاع مستويات الاضطراب وزيادة عدد الأزمات. لن تقبل روسيا قطعيا أي محاولة لإعادة كتابة التاريخ بإلحاق الضرر بمصالح دولتنا والتي تهدف في المقام الأول إلى تزوير تاريخ الحرب العالمية الثانية. كل هذا يسيء للشعوب التي تحملت وطأة النضال ضد الأنظمة البغيضة. إن "التحريفية التاريخية" هي أمر خطير لأنه يزعزع أسس النظام العالمي الحديث الذي تطور بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ويخلق مناخا مناسبا لانتشار النازية الجديدة وكراهية الأجانب. ونحن لن نقبل بوضع على طاولة واحدة وباستهتار المصالح السياسية للاحتلال النازي الذي أودى بحياة عشرات الملايين من الأرواح، وجرائم المتعاونين، ومهمة التحرير البطولية للجيش الأحمر. كما نشهد تنصيب التماثيل على شرف المتواطئين مع النازيين. وفي الوقت نفسه، تتعرض تماثيل الأبطال ومدافن الجنود المحررين للتدنيس والتدمير في بعض البلدان. والجدير بالذكر أن محكمة نورمبرغ – التي أصبحت حلولها جزءا لا يتجزأ من القانون الدولي - حددت بوضوح من الذي وقف على جانب الخير ومن على جانب الشر. ولكن مهما حاول المزيفون للتاريخ لن ينجحوا في إخماد نار الحق. إن شعوب الاتحاد السوفييتي قدمت المساهمة الحاسمة في الانتصار على "الرايخ الثالث". وواجبنا المقدس هو الحفاظ على ذكرى بطولة الشعب الخالدة، الذي حفظ لنا السلام والحرية والاستقلال بوحدته وتضامنه وعمله الدؤوب وتفانيه وحبه الأبدي للبلاد. إن ذكرى من ناضل ضد أعداء الوطن وأعداء الحضارة الإنسانية ستكون خالدة طالما نحتفل بالعيد العظيم للشعوب المنتصرة وبمناسبة الانتصار والنجاة والتحرير. السفير نور محمد خولوف سفير روسيا الاتحادية لدى الدولة