18 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضان وجائحة كورونا

29 أبريل 2020

هلّ شهر رمضان.. شهر الصيام والقيام.. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.. وفيه أيضا خاصية مختلفة لدى أهل قطر منذ القدم حتى هذا اليوم بسبب إحياء هذا الشهر من اليوم الأول إلى نهايته إذ يسوده جو مفعم بالإيمان وعبادة الرحمن وقراءة القرآن وهي طقوس اعتاد عليها الناس على الدوام وهم يحرصون على القيام بها بروح مغايرة لكافة الشعائر الأخرى. ومع جائحة كورونا التي خيم جوها على المجتمع القطري منذ شهر فبراير 2020 م حتى هذه اللحظة.. يعيش الناس أجواء شهر رمضان وهم بعيدون عن ارتياد المساجد وأداء صلاة التراويح والقيام فيه.. بالإضافة للصلوات الخمس وصلاة الجمعة.. الأمر الذي جعلهم يشتاقون إلى بيوت الله كما كانوا في السنوات السابقة بشكل كبير. بالإضافة إلى أن الموائد الرمضانية التي كانت تقام في السابق قد ألغيت نهائيا بسبب الاختلاط بين الصائمين ومنها الموائد التي كان يتم إعدادها في الأحياء والمناطق السكنية ومنعت هذا العام بسبب التخوف من تفشي وباء كورونا.. حيث أصبحت إقامتها في هذه الظروف مغامرة لا تحمد عقباها في ظل انتشار المرض بشكل يجعلنا نتحاشى ضررها المحتمل لأنه أكبر من نفعها. هذا بجانب أن الأجواء الرمضانية في هذا العام أصبحت أكثر التزاما بشروط السلامة عبر الجلوس في بيوتنا مقارنة بالسنوات السابقة.. فالالتزام بالتعليمات الصحية والإرشادات التوعوية تحث على الاحتراز واتخاذ الحيطة في كل الأوقات مثل التعقيم ولبس الكمامات والقفازات مع غسل اليدين باستمرار لمنع انتقال الفيروس. كما أن الاختلاط يسهم في توسعة انتشار الوباء بسرعة.. ولهذا كانت التوجيهات في شهر رمضان بان يستقر الجميع في منازلهم وان يستريحوا من أي تعرض لأي ضرر في هذا الظرف العصيب والحساس الذي يتطلب التأني والتروي في اتخاذ القرار مع العمل على منع الزيارات بين الأهل وتبادل الأطعمة في هذا الشهر.. على أن يكون التواصل " عن بُعد " فقط.. نظرا للظروف التي نمر بها. كلمة أخيرة شهر رمضان في هذا العام يقام بشكل يتطلب فيه الصبر والثبات عند الأزمات مغاير بعكس السنوات السابقة.. ومطلوب من الجميع ان يتحملوا المسؤولية كاملة وأن يكونوا خير سفراء لوطنهم في المحافظة على صحتهم كي ننعم جميعا بتمام الصحة والعافية والعمل لتحقيق " التباعد الاجتماعي " وترك مسافة بين كل شخص وآخر قدر الإمكان، لأن ذلك يأتي في صالحنا جميعا. [email protected]