13 سبتمبر 2025
تسجيلفرح من نوع خاص ليس فيه معازف، ولا رقص، ولا فساتين آخر موضة، ولا تسريحات آخر موديل، ولا مساحيق، ولا بهرجة، لم يكن الفرح في فندق شهير، أو صالة أفراح باهظة الرسوم، أو خيمة مجهزة (بدي جيه) يصدح ويلعلع بأغانيه، لم يكن كذلك إنما كان بالحجرة رقم (13) الدور الثاني بمركز (موزة بنت محمد) لتحفيظ القرآن، حيث ثماني عشرة سيدة تركن الأسواق، والمسلسلات التركية، ونومة العصر الهانئة، وزيارات القيل والقال، والرخاوة والملل من اللاعمل ليجتمعن في حلقة فيها من الأنس والسرور والبهجة ما لم يجتمع في غيرها، سيدات من مختلف الأعمار والجنسيات، تجمعهن محبة وأخوة، فائقة الجمال، تقودهن إلى نور السور معلمتهن الأستاذة (دينا بشير) بصبرها الجميل، وقلبها المحب، تشرح، وتؤكد على التجويد، وتراجع الحفظ مع كل متعلمة، يبرق فرح لافت في عينيها عندما تطمئن أن الجميع حفظ وأتقن، في نهاية شهور الحلقة كان لابد من الفرح، ففي الحاضرات (إيمان) التي كان لها من اسمها نصيب وحفظت القرآن، كاملاً وهي أم مشغولة بهموم الأمومة ولم تزل في أول الثلاثينيات، وبقية الأخوات يحتفلن بفرح حفظ البقرة، أخذت (إيمان) تدعو دعاء (ختمة) القرآن بينما أخواتها يؤمن على الدعاء، انتهت، لتنساب الدموع، ويعم فرح فارع والأخوات يقبلن بعضهن البعض ويلهجن بدعوات الخير والثبات، انتبهت الحاضرات من ضجة الفرح إلى حيث كانت معلمتهن وقد غطت وجهها بكفيها وراحت في نشيج بكاء أبكى الجميع، أتراها كانت تبكي فرحاً بقيادة الآملات حفظ (الزهروان) ووصولهن بصبرها، وفضل توجيهاتها لمرادهن؟ لم تقل لنا لكن الجميع قرأ في دموعها ما لم تقله، هذه مناسبة أن أقدم كل التحية ووافر الشكر للأخت هيفاء النعيمي مديرة المركز المشغول دائماً بنشاطات عديدة دعوية، وبرامج كثيرة هدفها المحافظة على الهوية الإسلامية والعربية الأصيلة، وتقديراً وتحية لإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف، فقد أتاحت مركزاً دعوياً نسائياً لا أشك أنه الأكثر تميزاً في الخليج.. ودامت الأفراح عامرة بمركز موزة بنت محمد، كلما أشرق نور القرآن في قلوب وعته وحفظته، وكل التقدير لكل معلمات المركز اللائي يبذلن مجهوداً فوق وصف القلم في مناحي الدعوة، والتحفيظ، والتجويد، لتظل الهوية الإسلامية منهجاً، ونور القرآن هادياً. •* * •هل في حوزة قلبك صديق محب، يألم لألمك، يهزه حزنك، يؤرقه وجعك؟ إن كان لديك هذا الصديق فأنت تنافس بثرائك أصحاب الأرصدة الثمينة، والمجوهرات (الفخيمة) والمالكين لمتاع الدنيا الذي ليس له أول ولا آخر، أنت الأغنى إن حزت صديقاً محباً، فقد يعيش المرء تعيساً رغم ما تملك يداه، وقد يعيش وحيداً رغم مقتنياته الأسطورية، وقد يعيش حزيناً رغم بحبوحة عيشه لأنه لا يَألف ولا يؤلف، لا يُحِب ولا يُحَب، قد يحيا متقوقعاً في شرنقته لا يسأل عنه أحد، ولا يهتم بوجوده كائن، حضوره كالغياب سيان! أنت الأغنى بباقة القلوب التي تحيطك، والعيون التي تحب رؤيتك، والألسنة التي تدعو لك، والأرواح التي إن غبت عنها حضرت نبالتك، وانسانيتك، لتكون نائباً عنك ليتعطر المكان بدفء كل ما كان منك! صديق جميل؟ الله ما أحلاه من صديق، ما أروعه من رفيق، إنه الزهرة التي تهديها الأيام وقد كثر الشوك، والظل في عز الهجير، والسكينة والحنان، والسؤال، والحب، والعطاء دون حتى انتظار (شكراً) إنه الوداد الجميل والوقت وقت (الأنا) التي لا ترى إلا نفسها، ولا تسمع إلا صوتها، لك صديق جميل يعني أنك يمكن أن تذوق طعم لحظة الأمان وقد تناهبتك أمواج الهموم العاتية، ترفع في البحر مرساتك وتلقيها، ومع ذلك لا يداخلك خوف ولا جزع، موقناً بأن يداً تعرفها ستلقى لك بطوق النجاة لتطفو، وتتنفس هواء كدت تحرمه لحظة الغرق! أدعي أن لي ثروة تدعو إلى الحسد الحميد من قلوب أصدقاء أؤمن بأنهم أغلى مقتنيات الحياة، وأجمل ما يمكن أن يزهو به إنسان، ولا أخفي سراً إن قلت إن من هذه الورود (ذهبية جابي) الإنسانة التي طالما عرفها الناس كإعلامية متألقة وعرفتها صديقة منذ عقود، جاءني صوتها منذ أيام ضعيفاً متعباً، قلت لها بكل ما في قلبي من حب لها (سلامتك يا ذهبية) ردت (يبدو أن قلوبنا تعبت من الحب) وأعرف كم أحبت عملها، وأسرتها، وأحفادها، وصديقاتها، وكم أحبت أن تكون بلسماً يواسي من طلب يوماً عونها، أو لجأ بوجعه لها، أو حتى من لم يلجأ فاستشعرت همه بحسها المرهف، فطرقت الأبواب علها تجد في الجواب فرجاً لهم إنسان خجل من الشكوى فطوى همه بقلبه وسكت! هذه مناسبة كي أسألكم أعزائي الدعاء لذهبية بأن يمن الله عليها بكامل الصحة والعافية ويسلم قلبها الجميل من الآه. •* * •طبقات فوق الهمس •قرأت مجلة (الأمل) الصادرة عن الجمعية القطرية للسرطان من الجلدة إلى الجلدة ليكون لزاماً عليّ أن أقدم تحية لسعادة الدكتور خالد بن جبر رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان على طموحاته، وأمانيه بتفعيل الدور الاجتماعي للتوعية بأخطار السرطان الذي أخذ منا أغلى أحبابنا. •من يزرع الأمل في قلوب الناس يجني ثمار الدعاء. •الفقر الحقيقي فقر القلوب. •انصف تُنصف.. اظلم تُظلم.. هذا هو قانون الحياة، الكرة ترتد لقاذفها.