13 ديسمبر 2025
تسجيلأنت منجم..ن الأفكار والطاقات والمواهب والقدرات والمبادرات والطموحات.. ومن العطاء والبذل والمسارعة.. ومن التقدم والانطلاق والسعي والفاعلية. فقدّر هذا المنجم وأعطه من الاهتمام.. فلا تتركه، وليكن نفسُك طويلا وأنت تتعامل مع هذا المنجم، ولا تبتعد عنه، فيندفن هذا المنجم بمرور الزمن. ولا تقل مواهبي وقدراتي مدفونة وأريد من أحد أن يخرجها ويظهرها للمجتمع، وقد يكون هذا صحيحا، ولكن لا تنتظر أحدا. ولا تقف وراء الأسوار وتنتظر وتنتظر أن يزيح عنك هذه الأسوار. بل فكر أنت كيف تتخلص من هذه الأسوار التي تقف أمامك وتعيقك عن السير والتقدم والنهوض نحو الإيجابية والتميز والريادة والرقم الصعب في حياتك ومجتمعك وأمتك. واصنع الامتياز وكن معه، ولا تغلق الأبواب، ولا تنتظره على رصيف المناصب، واعتبر النجاح منصة التتويج للانطلاق والمزيد من استخراج ما في هذا المنجم من خير، ففيك الخير الكثير. واستقبل النصح والإرشاد ممن يقدمه لك بحب وإخلاص وشكر وامتنان وأعذب التحايا، فقليل من يُقدم على هذا. اسع لتذليل أي صعوبة وعقبة تحول بينك وبين ما في هذا المنجم. ورتّب قائمة الأولويات عند دخولك المنجم وخذ منه ما تريد من خلال فترات زمنية محددة ولا تهمل جانبا على جانب. فالكثير منا يدفن منجمه بيده، أو بيد غيره، فيخسر الكثير وتفوت عليه الفرص، ويضيع عليه التميز ويفرّط في منصات التتويج، ويعيش مع نغمة "كن واقعياً" أي لا تتحرك ولا تنتج ولا تتقدم.. فالله الله في هذا المنجم الذي حباك الله به، فلا تضيعه ولا تهمله ولا تدفنه ولا تجعل غيرك يستفيد منه، أنت أنت وحدك من يترك أثراً طيباً بعد ذلك في مؤسستك ومجتمعك. يقول أحمد أمين رحمه الله في كتابه فيض الخاطر "لا شيءَ أقتَلُ للنفس مِن شُعورها بضِعَتِها، وصِغَرِ شأنها، وقلَّة قيمتها، وأنها لا يَصدُر عنها عمل عظيم، ولا يُنتظَر منها خير كبير، هذا الشعور بالضِّعَة يُفقد الإنسانَ الثقةَ بنفسه والإيمان بقوَّتها، فإذا أقدم على عمل ارتاب في مَقدرتِه، وفي إمكان نجاحِه، وعالجَه بفُتور؛ ففشل فيه.. والثِّقة بالنفس هي اعتماد على مَقدرتِها مع تحمُّل المسؤولية، وعلى تقوية مَلكاتها وتحسين استعداداتها". اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل. ومضة "لا تكن من العاطلين ولا البطالين، وترفّع عن سفاسف الأمور، ولا ترضى بالعبارات ولا بالبيئة السلبية".