14 سبتمبر 2025
تسجيلعرفت الشيخ عبدالقادر بن محمد العماري لأول مرة من خلال متابعتي لمقالاته الأسبوعية عبر جريدة الراية القطرية، التي صدرت لأول مرة عام 1979 م، وكان حينها له كتابات قيمة ترد على المشككين في الدين، وتدافع عنه بكل أمانة وحب للإسلام وشريعتنا، حيث سخر قلمه لتفنيد مزاعم أعدائه والمشككين فيه من المنافقين والمرتزقة في ذلك الزمان، فنجح في إيصال رسالته الإعلامية بهذا الجانب. وقبل سنوات كنت أتواصل معه - شخصياً – في منزله وأكرر زياراتي الأسبوعية له ولأبنائه الكرام في مجلسه العامر كل خميس في منطقة (أزغوى)، من ضواحي الدوحة العاصمة، وكانت ابتسامته المعهودة لا تفارقه أبداً عندما التقي به كعادته عليه رحمة الله. عاش الوالد الفاضل عبدالقادر بن محمد العماري في الفترة ما بين (1935 - 2021) كما يذكر أبناؤه، وكان شخصاً أميناً مع نفسه في عمله وفي دفاعه عن دينه الحنيف في شتى المناسبات، كما كانت له بعض الدروس والمحاضرات في تخصصه، حيث كان فرداً متابعاً لكل ما ينشر في الصحافة ووسائل الأعلام القطرية والعربية، كلها كانت شاهدة على ثقافة هذا الرجل الواسعة التي يعرفها القاصي والداني، ويشهد بذلك العديد من العلماء والأصدقاء الذين تربطهم بالشيخ العماري علاقات وطيدة، امتدت لعقود طويلة وما زال يتذكرها الكثير منهم بذكرياتها الجميلة التي لا تخلو من المواقف الأصيلة الممزوجة بالطرافة أحياناً. كان الوالد العماري يحب وطنه وقادته وأبناء شعبه حتى النخاع، وكانت أشعاره الفصيحة مليئة بالوطنية وغيرته على دينه، حيث تمثل أحد جوانب هذا الوفاء والولاء لقطر، وكان كثيراً ما يردد بعض هذه القصائد التي كتبها في حب قطر - أثناء حضوري – وتنم عن العشق القديم والمتجدد لهذه الأرض. كان الشيخ العماري أيضاً عالماً غزيراً في علمه وملماً بالقضاء وشؤونه، وعاصر العديد من المعارك مع خصومه سواء كان ذلك في القضاء أو في مجال الصحافة، حيث كان لا يرضى بقول غير كلمة الحق، فارضاً رأيه على هؤلاء الخصوم لإظهار "أن الدين عند الله الإسلام". وفي عجالة تشير السيرة الذاتية للشيخ العماري إلى أنه عالم وقاضٍ قطري شهير، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولد عام 1935 م، وتلقى العلوم الشرعية بجامعة الخرطوم السودانية بكلية الحقوق التي تخرج فيها عام 1957 م، وعمل قاضياً في المحاكم الشرعية القطرية منذ 1969 م، وتدرج في المناصب إلى أن وصل إلى نائب رئيس محكمة الاستئناف وأمضى أكثر من 30 سنة في القضاء الشرعي، له مشاركات في المؤتمرات والمجامع الفقهية، منها مجمع الفقه الإسلامي بجدة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضو الرقابة الشرعية بمصرف قطر الإسلامي وبنك قطر الدولي الإسلامي. أبرز مؤلفاته: - من أجل الإسلام - المفيد في الزواج السعيد - وأحل الله البيع وحرم الربا - حوادث السير - الحق الإنساني والعنف الدولي - تأملات قرآنية - منحة الرحمن في شهر رمضان - شقائق الرجال - بيع الوفاء والتورق والعينة - الإسلام دين الحنفية السمحة - شخصيات مضيئة - فلسطين بين الحق المغصوب والحل المطلوب - عندما يدمر الإنسان نفسه - فتاوى المسلم المعاصر - وسقطت الماركسية (معارف عامة) وهو متزوج وله من الأبناء: - دكتور راشد - محمد - عبدالله - أحمد - خالد كلمة أخيرة: رحل الشيخ عبدالقادر العماري بعد أن ترك لنا بصمة في شخصية خدمت دينها وذادت عنه بكل بسالة، حيث خلد لأجيال اليوم مجموعة من المؤلفات العلمية الرصينة والكتابات الصحفية الجادة التي ستبقى علامة مضيئة في مسيرته الخالدة، رحمك الله يا شيخنا الجليل، ورزقك الله جنات النعيم نظير ما قدمت من أعمال سنظل نتذكرها ونعتز بها ما حيينا. [email protected]