15 سبتمبر 2025

تسجيل

اللهم احفظ جنودنا البواسل في مهمتهم القتالية

29 مارس 2015

جاءت الخطوة المباركة باتخاذ القرار الصائب في مشاركة دولة قطر مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي في الدفاع عن أمن وسلامة المنطقة بعد التهديدات التي تسبب فيها الانقلاب غير الشرعي في اليمن وسيطرة زمرة الحوثيين على البلاد بصورة همجية بدعم من إيران التي غدت تتدخل في شؤون دول الخليج والجزيرة العربية بشكل صارخ وسافر تحت غطاء مصالحها الإستراتيجية بغية تحقيق أطماعها التوسعية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لنشر مذهبها الطائفي، الذي تخطط له منذ عقود ليس في دول المنطقة بل في كافة دول العالم، ومنها الدول الآسيوية والإفريقية الفقيرة على وجه الخصوص. قطر قالت كلمتها بهذا الشأن، فكانت أول من لبى النداء لمساندة دول مجلس التعاون في قرارها الجماعي، والعمل على إعادة الحكومة الشرعية في اليمن كما كانت من قبل، ولن تعود الحكومة الشرعية إلا عن طريق التدخل العسكري حفاظا على سلامة اليمن ومنع أي تدخلات خارجية سافرة في شؤونه الداخلية.وفي خضم الأحداث فرضت الحرب في اليمن على أبنائنا من أفراد الجيش القطري تلبية النداء لتدخل جيوش دول مجلس التعاون الخليجي وانضمامهم إلى الركب بكل قوة وبسالة دفاعا عن الحق وعن الشعوب العربية المظلومة، ومن ثم العودة غانمين سالمين إلى أرض الوطن.إنها الحرب التي يخوضها أبناء الجيش القطري دون سابق إنذار وبدون ترتيب مسبق، لأن القدر هو من اختار لهم هذه المشاركة من أجل الكرامة ونشر الأمن والاستقرار في ربوع دول المنطقة.ومن هنا فمشاركة المقاتلات القطرية في هذه الحرب جاء بقرار جماعي مدروس برؤية بعيدة المدى لتكريس الوحدة بين دولنا ومنع أي تدخلات خارجية تهدف لنشر أطماعها التوسعية وتهديد المنطقة بعد أن نجحت في مناطق أخرى مثل العراق وسوريا ولبنان، وأصبح الدور على اليمن، ولكن هيهات أن يتحقق هذا التآمر على دول الجزيرة العربية تمهيدا لتوسعات أخرى في أجندتها ومخططاتها التوسعية.لقد أثبتت الأيام أن المملكة العربية السعودية هي اللاعب الأول في المنطقة العربية لتحقيق الوحدة والتكاتف في دولنا، وغدا الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من الراسمين للسياسات الجادة لنشر الاستقرار بين دول المجلس وعدم المساس بمنظومة الوحدة الخليجية، وهو ما يؤسس لنظام دفاعي خليجي وعربي وإسلامي قوي.وقد كان سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر من أوائل القادة الذين سعوا للمشاركة دائما في وحدة الموقف الخليجي الثابت من أجل الوحدة والالتفاف حول البيت الخليجي لنصرته دون تردد، فكان ممن يسعى لدعم الحوار والمشاركة السياسية في شتى الظروف، ومنها اليمن التي تطمح لمشروع سياسي وطني موحد وشامل لكل اليمنيين دون استثناء بشكل خاص، والعمل على صيانة العمل العربي بشكل عام بعيدا عن النعرات والعصبيات المذهبية والطائفية.• كلمة أخيرة: اللهم احفظ أبناء قطر من العسكريين المشاركين بطائراتهم القتالية في "عاصفة الحزم"، ليعودوا مكللين بالنصر المؤزر بعد تحرير اليمن من الدخلاء وإعادة الهيبة للحكومة الشرعية فيها، اللهم آمين.