17 سبتمبر 2025

تسجيل

عاصفة الصحراء

29 مارس 2015

لا حديث في الخليج والجزيرة سوى عن عاصفة الصحراء أو الحزم، التي تقودها السعودية مع بعض دول التعاون بشكل رئيسي ضد تهور وغرور الحوثي. ولا يجب أن يشغلنا حالياً في الخليج أي حديث غير العاصفة، فإنها ما جاءت إلا بعد أن كان اليمن قاب قوسين أو أدنى من أن يكون حديقة خلفية لقادة طهران يديرونها.مهما قيل وما زال يقال عن العاصفة ومن يقف وراءها ومعها وما إلى ذلك من أقاويل، إنما هي هوامش الموضوع الرئيسي. ذلك أن الهدف واضح جلي لا يحتاج لكثير شروحات وتفصيلات. الحوثيون بصورة وأخرى لاحت لهم فرصة لا يمكن أن تتاح لأقلية معارضة بأن يكون لها وضع واعتبار في دولة شديدة البأس كاليمن. الخليجيون بمبادرتهم التي أنقذت صالح ومن معه، والحوثيون جزء من المشهد بعد الثورة الشبابية باليمن، كانت عبارة عن فرصة ذهبية لتهدئة الأمور والقبول بيمن مستقر يكون للحوثيين اعتبار ورأي بعد سنوات من تهميش صالح لهم. غرور القوة وامتلاكها من جانب الحوثيين، معتمدين على دعم الخارج من جانب طهران، ودعم الداخل المتمثل في اغراءات صالح، دفعتهم دفعاً للتعالي على بقية مكونات المجتمع اليمني، وتفويت فرصة المشاركة في إدارة وحكم اليمن، الذي ما زال يبحث عن السعادة. لم يكتف الحوثيون بتفويت الفرصة والتعالي والاعتداد بالقوة، بل وصل الأمر بهم الى أن يكونوا مصدر تهديد فعلي، أو أنهم تجاوزوا الخط المسموح لهم بالمناورة في المحيط، فكانت عاصفة الحزم المفاجئة.الخطوة العسكرية كانت ضرورية وواجبة ولم يكن أحد بالخليج ليتمنى أن تهدر الطاقات العسكرية العربية والخليجية على أرض عربية، ولكن لأن الخيوط الممتدة من طهران طالت عن الحد المنطقي، وإن كانت بالأصل ألا تمتد نحو دول المنطقة بالطريقة التي يرسمها الاستراتيجيون في طهران.نعم لعلاقات الجوار والتجارة والتبادل الثقافي الحضاري، ولكن لا لتصدير الفكر الثوري المقنن والمؤدلج الى المنطقة، تستعمل شيعة المنطقة من العرب وقوداً لتحقيق آمال وتطلعات إمبراطورية، تعيد بها أمجاد الساسانيين التي انتهت على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وهو الهدف الرئيسي من الثورة الإيرانية منذ أن قامت عام 79، والتي بسببها دخلت حرباَ ضروس مع العراق، أهلكت الحرث والنسل... ولكن مع ذلك لم تهدأ طهران، فعادت من جديد بأساليب جديدة، فكان لابد من حرب أخرى جديدة أيضاً، والتي نرجو ألا تطول، فإن الخاسر هو كل من يعيش بالمنطقة، وإيران جزء كبير منها.