15 أكتوبر 2025

تسجيل

أمانة الكلمة

29 مارس 2014

ما دور خطيب الجمعة؟ سؤال واضح وصريح، في بعض الدول الخليجية تم تحديد الفترة الزمنية بألا يزيد على "15" دقيقة مراعاة لكبار السن، كما تم تحديد المواضيع المطروحة، وقد شمل الأمر كل المساجد في تلك الدولة الخليجية وهو أمر محمود، بالمقابل فإن بعض الخطباء وفي العديد من دول العالم العربي والإسلامي دعَوا إلى سلخ المصلين وتقديم المفردات التي لا تخرج عن إطار عذاب القبر وعذاب الآخرة ولهيب النار التي تشوي الأجساد، دون التطرق إلى الآيات التي توضح العفو الرباني "وسعت رحمته كل شيء" وما أكثر الآيات والأحاديث الدالة على الرحمة الإلهية والمغفرة، والبعض الآخر مع الأسف ينبش في مواضيع لا علاقة لها بالحياة ولا بمخاطبة الإنسان قدر عقولهم، ولا بقدرة الإسلام وهذا الدين العظيم على مواكبة العصر، وهذا أمر غير محمود، والمؤسف أن بعض من يعتلي المنبر في يوم الجمعة يعتقد أنه حامل لواء الدين، الدين ليس هكذا، لا أدري لماذا تذكرت قصة تلك المرأة مع سيدنا عمر بن الخطاب التي قالت: زوجي صوام النهار، قوّام الليل، فما كان من سيدنا عمر بن الخطاب إلاّ قال لها: بارك الله في زوجك. فكان رد سيدنا علي سريعاً عندما تدخل في الحديث، وقال: "يا عمر إنها تشتكي زوجها"، ذلك أن زوجها لا يهتم بأمرها، فالحياة لا تقاس بمثل هذا الإطار، وهكذا نبه سيدنا علي سيدنا عمر إلى نقطة مهمة من خطاب تلك المرأة، نعم، كان الخطاب الإسلامي وإن كان صريحاً كان مغلفاً بالحياء، وهذا ما جعل سيدنا عمر يقول قولته الشهيرة "لا أبقاني الله في أرض ليس فيها أبا الحسن" ومع هذا فإن بعض الخطباء يتبارون في تجسيد العذاب ولا أدري ما سندهم في تخويف الإنسان البسيط، واستحضار الثعابين والعقارب في القبر، وهل هذا الأمر وإن كان في مجال التخويف، فهل يفكر أحدهم في فلذات أكبادنا وهم في المسجد، ذلك أن سؤال حفيدي الصغير كان صرخة عندما رفض الذهاب معي إلى المسجد خوفاً من تلك الآراء. أيها الخطباء: الخطبة أمانة، ولدينا والحمد لله العديد العديد من أبناء هذا الوطن الذين يدركون جيداً كيف يخاطبون عقول الناس.