19 سبتمبر 2025
تسجيلرغم تكرار وقائع الموت، والانتقال من دار الحياة إلى دار أخرى لا نعلم عنها الكثير، ورغم أن الأمر يتكرر بشكل مستمر يوميا هنا وهناك، ومع هذا وذاك وتلك، إلا أنه في بعض المرات، تتفاوت الأحاسيس والمشاعر عن مرات أخريات.تجد نفسك وقد حزنت على فقد هذا، وحزنت أكثر على آخر، فيما ثالث يموت لا تتأثر بذاك المستوى، ورابع تستقبل خبر موته بهدوء، فيما خامس لا يؤثر فيك خبر موته، بل هناك من تفرح بوفاته، وهذا الذي تفرح بوفاته، لابد أنه قد وصل إلى درجة من القدرة على صناعة الكراهية لدى النفوس تجاهه، وبالتالي لن تكون أنت وحدك من تهش لموته، بل غيرك ربما آلاف وآلاف، وهو ما عبّر عنه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "العبدُ المُؤْمنُ يستريحُ من نَصَب الدنيا، والعَبدُ الفاجرُ يستريحُ منهُ العبَادُ والبلادُ وَالشّجرُ والدوابُّ".لكن هناك من البشر ما إن تسمع بخبر رحيلهم عن هذه الدنيا، إلا وجدت نفسك تحزن وتأسى بكل ما للكلمة من معنى، ويبدأ على الفور شريط طويل من الذكريات يعمل بذهنك وذاكرتك، فيختزل السنوات الطوال في ثوان معدودات، تتذكر مع الذي رحل، كل المواقف الحياتية المتنوعة، لاسيما الجميلة. فتنهض من بعد ذاك السرحان المؤقت الذي لا يتجاوز ثوان معدودات، لتستغفر له وتترحم عليه وتطلب من الله له أن يوسع له في داره الجديدة، ويكرمه إلى قيام الساعة..أقدر على الزعم بأنه هكذا طلب من الله، كل من عاشر الأخ الطيب، أحمد الأمين الموريتاني، أحد مراسلي الجزيرة نت، الذي ما تعامل معه أحد إلا وأثنى عليه وعلى أخلاقه الطيبة الرائعة. رحل الأمين وهو في خضم العمل، بعيداً عن أهله ووطنه.. لكنه وإن رحل عنا وعن هذه الدار الفانية، إلا أنه ذهب إلى جوار رب غفور رحيم كريم، الذي نسأله سبحانه أن يوسع له في داره ويكرمه إلى ساعة القيامة.. ونُشهد الله أنه رجل طيب خلوق أمين.. والناس شهود الله في الأرض كما في الحديث الصحيح: "أنتم شهداء الله في الأرض".رحم الله أخانا الأمين، وأسكنه فسيح جناته.وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.